الذين وصل عددهم إلى /52/ ألف مكتتب, دخل الاطمئنان إلى نفوس هؤلاء لقناعتهم المطلقة بحصولهم على منزل العمر الذي طالما حلموا به طويلاً. وذلك خلال الفترة التي أعلن عنها وضمن المواعيد الزمنية المقررة لكل مرحلة من مراحل العمل التي تنفذها المؤسسة العامة للإسكان وهي الجهة التي أنيطت بها هذه المهمة, ولا سيما أن المشروع المذكور كان قد وجه به السيد الرئيس شخصياً وأكد ضرورة متابعته والاشراف عليه خطوة خطوة. ومن هنا جاءت أهمية المشروع وشعور المكتتبين بالاستقرار والراحة لتنفيذه.
لكن بنفس الوقت لا نخفي تفاؤلنا الحذر بأن تقف بعض العوائق أمام تنفيذ المشروع وخاصةً من قبل الجهات ذات العلاقة مثل - الإدارة المحلية- ومجالس المدن بالمحافظات - لتوفير المساحات من الاراضي والعقارات التنظيمية اللازمة لإشادة هذا المشروع.
إذاً نحن أمام حاجة ملحة لتأمين الأراضي المعدة للبناء ومستلزمات العمل وبما يتناسب مع القفزة النوعية لمشروع السكن الشبابي الذي يحصل ولأول مرة في سورية بهذا الحجم. كما أن المؤسسة العامة للإسكان تقف اليوم في مواجهة هذا التحدي بحجمه الكبير لتنفيذ التزاماتها أمام المواطنين دون أي تأخير..!
ولكن السؤال المطروح: ماذا بعد تنفيذ هذا المشروع?. وهل سيكون هناك مشروع مستمر لسكن الشباب في المستقبل أو ضمن المدى المنظور?.
أسئلة ملحة تتطلب الإجابة عليها لتحديد حاجاتنا المستقبلية للسكن وتوفير الشقق السكنية المناسبة لأفواج الشباب القادمة, خاصة أن الحكومة قد وجهت لوضع استراتيجية عامة للسكن والإسكان في سورية..!
إذاً لا بد من اعتماد سياسة واستراتيجية مستمرة لإقامة مشروع سكن شبابي دائم ومستمر يلبي حاجة وطموحات الشباب, مع الأخذ بعين الاعتبار عوامل التنمية البشرية والاجتماعية والتزايد السكاني في القطر مع وجود شريحة جديدة من الشباب كل عام تكون بأمس الحاجة للسكن, وتلك مهمة ليست سهلة لكنها غير مستحيلة, ولا ننسى هنا الخبرة والإدارة التي تكون قد تشكلت وتبلورت لدى المؤسسة العامة للإسكان عند تنفيذ المشروع المذكور, مع العلم أن أي مشروع لكي ينجح ويحقق نتائج ملموسة لا بد أن تتوافر له عناصر أساسية أولها التمويل, ثم الأراضي المنظمة والمعدة للبناء بعدها التنفيذ ومستلزمات العمل.
ونشير هنا إلى أن الإقبال الكبير على مشروع السكن الشبابي جاء نتيجة لفقدان الثقة في الجمعيات التعاونية السكنية في ظل غياب تام للقطاع الخاص السكني غير المنظم الذي يعمل بشكل عشوائي من جهة, واستعادة المؤسسة العامة للإسكان لدورها الأساسي وكسب ثقة المواطن من خلال التزامها بتنفيذ المشاريع في أوقاتها المحددة, علماً أن مصادر المؤسسة قد أكدت احتمال تسليم بعض المشاريع قبل الفترات المعلن عنها.
وأخيراً نأمل الوصول إلى مشروع للسكن الشبابي الدائم وبما يحقق طموحات وأحلام شباب المستقبل.