تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 20/12/2004م
علي نصر الله
في قمة العقبة الشهيرة بسوئها التي عقدت في حزيران 2003 عبر الرئيس الأميركي جورج بوش عن رؤيته لقيام الدولة الفلسطينية وفقا لخطة خارطة الطريق,

وجرى الحديث آنذاك عن فرصة تاريخية لتحقيق السلام على المسار الفلسطيني, وها هو العام 2004 يشارف على نهايته والمرحلة الأولى من خارطة الطريق لم يتم الشروع بتنفيذها لجهة الالتزامات الإسرائيلية رغم وفاء الفلسطينيين لنصوص الخطة.‏

طبعا لم يكن أحد يتوقع -حتى الرئيس بوش- أو ينتظر من الإسرائيليين الوفاء بالتزاماتهم, لكن ذلك لا يعني التسليم بالواقع والرضا به, ولا بد من المرور على الأحداث والمنعطفات الزمنية خلال هذه الفترة, وما رافقها من نكوص وتراجع خطير عن الوعود والتعهدات سواء الأميركية منها أم الإسرائيلية بهدف وضعها في السياق التاريخي للصراع, وكشف زيف الادعاء الأميركي بالحرص على تحقيق السلام بالمنطقة.‏

والرئيس بوش ذاته سجل مؤخرا أخطر تراجع عن رؤية العقبة, عندما أعلن بعد فوزه بالولاية الرئاسية الثانية أن العام 2008 سيكون واقعيا هو عام قيام الدولة الفلسطينية, ليعطي بذلك ثلاث سنوات إضافية لحليفه أرييل شارون يستكمل من خلالها مخططاته العدوانية ضد الشعب الفلسطيني قتلا وتدميرا, توسيعا للاستيطان واستكمالا للجدار, على قاعدة فرض وقائع جديدة على الأرض ليبدأ التفاوض مجددا حولها, وليزداد الوضع تعقيدا, وبالتالي استحالة التوصل لحلول إلا على حساب الشعب الفلسطيني.‏

هذه هي حقيقة رؤية الرئيس بوش, وإذا ما أضيف إليها تفاهمه مع شارون لجهة إسقاط حق عودة اللاجئين الفلسطينيين, فإنها تستحق أن تكون أحد فصول الرؤية الإسرائيلية للحل والتي عبر عنها شارون في مؤتمر هرتزليا الأمني حيث رفض الانسحاب إلى حدود ,1967 وحق العودة, والتخلي عن القدس, وتوسيع المستوطنات بالضفة.. مؤكدا أن ثمة فرصة فريدة أمام إسرائيل من أجل تغيير المعطيات الاستراتيجية لمصلحتها.‏

المؤسف أن الواقع العربي المتردي, وتمسك بعض الأطراف العربية بخارطة الطريق والوعود الأميركية, والوثوق بالوهم الذي يقدمه شارون, هي معطيات تشكل بمجموعها عوامل إضعاف للموقف الفلسطيني والعربي, ذلك أن التمسك بخارطة الطريق والوثوق بوعود أميركا وأوهام شارون تقدم إيحاء قويا للعالم, ولا سيما لأوروبا -مع تنامي الحديث عن عقد مؤتمر جديد حول الشرق الأوسط- بقبول الحدود الدنيا والتنازل عن القرارات الدولية ذات الصلة, وبالتالي قبول خفض سقف استحقاقات ومتطلبات السلام.‏

وما ينبغي أن يدركه الجميع أنه رغم استمرار العدوان الإسرائيلي, ومحاولات التلاعب بالحقوق العربية والفلسطينية في ظل انحياز أميركا وغياب القوى الدولية الأخرى وعجز الأمم المتحدة, وتردي الواقع العربي, فإن القضايا العادلة تبقى ملكا للشعوب الحية والمؤمنة بحقوقها, وما من أحد يملك حق التفاوض أو التنازل عنها خاصة ما يتعلق منها بالأرض والمقدسات, فالقدس والجنوب والجولان والدولة الفلسطينية وحق العودة أسس القضية, والقرارات الدولية وأسس مؤتمر مدريد ستبقى مرجعية ثابتة لعملية السلام لا يمكن تغييرها أو استبدالها.‏

 

 علي نصر الله
علي نصر الله

القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30379
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30379
القراءات: 30394
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30383
القراءات: 30399
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30386
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30392
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30393
القراءات: 30383

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية