تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 30/9/2004
اسماعيل جرادات
بداية لابد من الاعتراف بأن حالة من (الفلتان) وانعدام المسؤولية في بعض بلديات محافظة دمشق, التي يمارس رؤساؤها وكأنهم مسؤولون من الدرجة الممتازة, لا يجيبون على المكالمات الهاتفية التي تردهم إلا عبر (السكرتيرة) أو (السكرتير),

وليعترف معنا المعنيون في المحافظة بأن بعض رؤساء البلديات يتصرف وكأنه فوق القانون ظناً منه أنه (مدعوم) من بعض أصحاب الشأن في المحافظة أو غيرها الذين لا تعنيهم هموم ومشاكل الناس.‏

فمن يذهب إلى بلدية (باب توما) على سبيل المثال لا الحصر يلحظ أنه لا يدخل إلى دائرة حكومية معنية بقضايا سكان المنطقة, المخالفات عديدة, تفشي الظواهر غير الحضارية في العديد من أحياء وشوارع دمشق القديمة الموجودة في إطار عمل البلدية, ناهيك بالتردي الحاصل في مجال الخدمات العامة, وعدم متابعة تزفيت أو تعبيد بعض الأماكن التي نشعر عندما نمر بها أنها ما زالت تعيش في زمن بعيد من التخلف, مع العلم أن المنطقة يرتادها أعداد كبيرة من السياح.‏

طبعاً ما أشرنا إليه يدفعنا للتذكير بأن دمشق القديمة لها خصوصيتها في العمل الخدماتي, وأولى مقومات هذا العمل المحافظة على جماليتها المعمارية والحضارية, ونعتقد أن هذه المسألة تستوجب من تلك البلدية وغيرها الالتفات إلى ما هو أهم مما (يركض) وراءه بعض العاملين, مع علمها أن ما تحاول ملاحقته يشكل حالة حضارية, أما المخالفات التي تحصل فلا تتابع خاصة وأن بعضها يغير الشكل المعماري القديم والذي يدل على حقبة تاريخية عاشت فيها بلدنا.‏

بطبيعة الحال نحن كمواطنين نحرص كل الحرص على نظافة وترتيب شوارعنا وأسواقنا وبخاصة تلك التي تقع في إطار دمشق القديمة والتي يعيش فيها أعداد كبيرة من السكان, إضافة لوجود أماكن سياحية مهمة. هكذا نفهم مسألة أن تقوم البلدية بواجباتها التي نعتقد أنه لو تكرم أحد المعنيين في المحافظة وقام بجولة في تلك الأحياء على سبيل المثال لوجد المظاهر غير الحضارية تستوطن في العديد من الأزقة والشوارع والأحياء.. وكل ما هو مخالف للصحة العامة, ورئيس البلدية أي رئيس بلدية يجلس في (القمقم) الذي لا يرى إلا صورة الذين (يدعمونه) من أجل البقاء خلف الطاولة التي لا مبرر لوجودها إن لم يؤد من يجلس خلفها ما هو مطلوب منه تجاه الناس وبروح عالية من الإحساس بالمسؤولية الوطنية.‏

ما أشرنا إليه يتطلب تحقيق الوجه الجميل.. المنظم.. النظيف.. الحضاري لتلك المناطق وغيرها, وتحقيق هذا الوجه يستدعي بالضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة ليس من خلف المكاتب, إنما بالعمل الميداني الذي يعبر عن خصوصية تلك المنطقة التي حباها الله جمالاً, وينهي حالة المظاهر البشعة التي قلنا إنها تستوطن الشارع والسوق والحي, لأن جمالية مدينة دمشق بشكل عام, والقديمة بشكل خاص تتطلب هذه الخصوصية في العمل, بدلاً من الركض وراء أمور ليس لها علاقة بتحسين واقع المنطقة.‏

وكما قلنا ما أشرنا إليه من مظاهر غير حضارية في بلدية باب توما ينسحب على العديد من البلديات في دمشق وغيرها فكل يوم نرى ونسمع إشادة العديد من المخالفات على الرغم من أن القانون الذي صدر مؤخراً وضع ضوابط مشددة, لكن على ما يبدو أن قراءة هذا القانون ونصوصه تعطي مساحة للأخذ والرد وما بينهما.‏

 

 اسماعيل جرادات
اسماعيل جرادات

القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30383
القراءات: 30395
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30397
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30386

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية