فقررت أن ترى نفسها دائما لتطمئن على جمالها الذي ازداد عندما زينه آدم بالحلي والمجوهرات واللآلئ.. والتي قدمها عربونا لمحبته وإخلاصه وربما طاعته.
فالكلمات الدافئة لم تعد تكفي ليعبر أخونا ادم عن عواطفه, والزهور فراشات تطير ولا تستقر لا في الجيب ولا فوق الجيد.. أما الذهب فهو الزينة المغرية والباقية وهو الإطار الذي يضيف قيمة لأي لوحة مهما غلت وهو مفتاح لأقفال القلوب المغلقة .
وبما أن النساء شغوفات وموصومات بحبهن للحلي, ولكل ما يلمع مع أن ليس كل مايلمع ذهبا .. فقد وقعت الكثيرات منهن بشرك الوساوس والمخاوف والأقاويل مع إصدار وزارة المالية الغالية علينا جميعا للتعليمات التنفيذية الخاصة باستيفاء الرسوم على الذهب والمجوهرات عند البيع والشراء, تلك التعليمات الغامضة غموض سر العم( توت غنج أمون) والمعقدة كعقدة الحرير والمتقلبة كتقلب الزئبق.. والمكتوبة بالحبر السري والتي تحتاج الى لوغاريتمات لشرحها وبالتأكيد فإن معظم النساء الشغوفات بشراء وبيع الذهب والمجوهرات ,لم يتتلمذن على العالم اينشتاين لفك رموز وطلاسم الشروط التي وضعت على الحلي بنسب مختلفة منصوص عليها بأحكام وفقرات ومواد متداخلة بشبكة عنكبوتية تضّيع الشاري والبائع الذي هو الصائغ ,والذي بدوره عليه أن يفرش وينام في مقر الجمعية الحرفية حتى يتمكن من اصطياد أو القبض على أسعار الذهب المعلنة مع طالع كل شمس .
وعلى لسان أبناء جلدتي من النساء اقول : إننا لسنا خبيرات في أسواق البورصات وحسابات الضرائب , والمثل يقول (أعطي الخباز خبزه ولو أكل نصفه) وقد سمحنا لوزارة المالية أن تفعل ذلك.. ولكننا نتساءل : هل هي مغامرة مجهولة العواقب أن تقدم الوزارة شرحا مبسطا أو تبسط شرح أفكارها من تعليمات لكي تساهم في استقرار العلاقة بين البائع والشاري ولكي تدعم الثقة التي طارت من الأسواق?!
من يجيب النصف الحلو على تساؤلاته, هذا النصف الذي يؤمن بأن السكوت هو الشيء الوحيد من ذهب الذي تكرهه النساء .