تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس 23/12/2004م
علي قاسم
بين الخطوة الأولى والأخيرة التي تفضي إلى تدمير عملية السلام, يبدو الفارق ضئيلا إلى حد أن الكثيرين بالكاد يلمسونه, والدليل أن ردة الفعل الدولي على سلسلة الخطوات الإسرائيلية التي عرقلت تلك العملية, وأعاقتها, تساوت في تواضعها ومحدودية تأثيرها.

والاتفاق بين الليكود والعمل الذي رأى فيه شارون فرصته لسد الطريق على خارطة الطريق, عبر تسويق خطة الانسحاب الأحادي من غزة, يشكل خطوة أخرى في تدميره المبرمج لعملية السلام, وإن لم تكن الأخيرة.‏

من هذا المنظور يروج أكثرية الإسرائيليين لمقولة الصحوة, وإن كانت هذه الصحوة في نهاية المطاف ليست أكثر من محاولة لإسدال الستار على الصخب المتصاعد عن السلام, وإضفاء غفوة أخرى على الجهود الدولية.‏

بل هناك بينهم من يراهن على أن المأزق الذي أرق شارون كما أقلق بيريز, يمكن أن يشارف على نهايته مع التفاعلات التي ستصاحب تشكيل الحكومة الإسرائيلية التي ستضم الليكود والعمل بما يعنيه ذلك من جمع بين شارون وبيريز.‏

ولعل التعبير الذي ذهبت إليه بعض وسائل الإعلام, فيما يتعلق بماهية اللعبة السياسية القائمة, يعكس وجها واحدا للحقيقة, فيما هناك أوجه أخرى يراد لها أن تبقى خارج الأضواء.‏

فالعجوزان اللذان كانا متكئين على إرث طويل من المفارقات, يتشاركان على قاعدة بسيطة تتجاوز حدود التقاطع في المصالح لتصل إلى مستوى الرهان على وقف الانهيار.‏

وإذا كانت بعض الأقلام الإسرائيلية قد تجرأت على التساؤل عن حدود ذلك الانهيار, والحديث علانية عن مساحته, فإنها ظلت عاجزة عن ملامسة الحقيقة رغم إدراكها المسبق بذلك, بل والرهان على التلاعب بالجزئيات لإبقاء العناوين العريضة خارج إطار الطرح.‏

وقد يستطيع بعضهم أن يقرن ذلك بحديث واشنطن المقلوب عن تفاضلية المسارات التي تخفف من ارتباك الإسرائيليين, وتزيح عن كاهل شارون عبء الإحراج أمام الرأي العام الدولي, دون أن يعني ذلك في المحصلة أن اليافطة المرفوعة تصلح لرتق الاختراقات الحاصلة.‏

ولكن ذلك كله لم يلغ هاجس الخوف من الانزلاق, وهو مابدا واضحا في التعليقات الأولية التي أعقبت قبول العمل بالانضمام إلى الحكومة تحت رئاسة شارون.‏

إذ واصلت الأصوات رغم ضعف نبرتها, الهمس بدافع التحذير المبطن حينا والصريح أحيانا من الانهيار الذي يقف على بعد خطوة, ولاسيما بعد أن تنقشع السحب المتصاعدة من جنازير الدبابات الإسرائيلية.‏

والأكثر من ذلك هو ما ذهبت إليه تخمينات بعض الإسرائيليين عن الصورة الضبابية التي ترتسم في الأفق حول القضايا الشائكة التي تصل حدود التنازع الكلي بين العمل والليكود.‏

ربما كانت دعوة المستوطنين للعصيان المدني أولى الارتسامات التي تشكلت, وقد تكون التقارير القائمة عن تلون الاحتمالات المرتبطة بها وتباينها وفقا لمعطيات الموقف اللاحق, جزءا من تلك الارتسامات, والأبعد من ذلك ولو في الوقت الراهن الحديث المسهب عن السيناريوهات الجديدة للسلوك الإسرائيلي.‏

وبين هذا وذاك الارتباط الوثيق بالاستحقاقات القادمة سواء ما يتعلق منها بالانتخابات الفلسطينية, أم تلك المرتبطة بالتطورات الإقليمية وهي جميعها تعكس تلك المساحة من القلق التي يصعب على الإسرائيليين تجاهلها أو تجاوزها.. وهم يلمسون اتساعها واستفحال الاحساس بها.‏

 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 30398
القراءات: 30393
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30394
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30393
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية