فكما هو معلوم أن لبعض المحافظات, إن لم نقل كلها ,بعض الإشكالات مع جهات الحكومة, تعيق تنفيذ مشاريعها الخدمية, من هنا تأتي أهمية الجولة الميدانية التي قام بها السيد رئيس مجلس الوزراء للمحافظات الشرقية ,تمكن من خلالها الاطلاع على الواقع الخدماتي ووضع المشاريع التي تنفذ والتي هي قيد التنفيذ بغية وضع الحلول الناجعة من خلال معالجتها على أرض الواقع .
هذه الزيارة, أو لنقل الجولة الميدانية, تم الاطلاع من خلالها كما أشرنا على واقع تلك المحافظات , ووضع الحلول الفورية لما تعانيه من مشكلات في كل المسائل التي طرحت من قبل المعنيين فيها ,ومن خلال الاستماع لما طرحه ساكنو تلك المحافظات .
طبعا جميل أن تستمع الحكومة إلى المعاناة الكبيرة التي يكابدها الناس في المحافظات والتي يصعب على القيمين حلها كونها تتعلق بوزارات متوضعة في العاصمة , ولا يجوز اتخاذ أي قرار لمعالجة هذه القضايا والإشكالات إلا من خلال استصدار القرارات من دمشق, في حين أننا نفهم العمل المحلي غير ذلك .
فما يسمونه الإدارة المحلية يعني أن يكون سكان المحافظة أو المدينة أو البلدة هم أصحاب القرار فيما يخصهم بعيدا عن أي أشغال للحكومة في مواضيع قد لا تكون على قدر كبير من الأهمية , لكن وبكل أسف يعمد عدد كبير من المسؤولين في بعض المحافظات لتجيير القرارات أو متابعة الإنجاز لأي مشروع إلى الجهات الأعلى كي يتنصلوا من المسؤوليات الملقاة على عاتقهم , ويحيلوا فشلهم , وعدم قدرتهم على العمل على غيرهم من المعنيين في العاصمة .
إن الجولات الميدانية تأخذ الطابع الأعم والأشمل عندما تتعدى مسألة قيام السيد رئيس مجلس الوزراء إلى الوزراء أنفسهم بغية الاجتماع مع الناس في الأحياء والمدن والمحافظات, ونعتقد أن قيام الوزراء بمثل هكذا جولات له فوائد متعددة تماما كتلك التي قام بها رئيس الوزراء للمحافظات الشرقية .
على أي حال إن قيام الحكومة بمثل هذه الجولات لابد أن يكون مبرمجا يحقق الفوائد المتعددة منها, كما قلنا: معرفة المشكلات التي يعاني منها الناس في المحافظات ولاسيما تلك التي تتعلق بوضعهم الحياتي والخدماتي, وثانيها الاطلاع على مدى تنفيذ المشاريع ومحاسبة المقصرين ومكافأة المنتجين ,والأمر الثالث يتعلق بالاطلاع على طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون بين مواطني المحافظات والحكومة , هذه العلاقة التي يفترض أن تكون علاقة احترام من طرفي المعادلة - الناس والحكومة - وهذه المعادلة لن تحقق الأمن خلال العمل الحكومي الجاد والمسؤول , آملين أن تتكرر مثل هذه الجولات الميدانية لما لها من أهمية .