إنه الزمن الحزين. والحزن حجر يثقل صدور الناس بل هو كابوس.. فكيف يكون التحرر من الأثقال.. والتخلص من الكوابيس والأنباء يوما بعد يوم تمطر أحزانا?
وإذا كانت الدماء.. كل هذه الدماء لا تطهر القلوب من الأحقاد.. ولا تضيء نجمة الأمل حتى للصغار فبماذا نفرح إذاً? هل علينا أن نعلق الدموع بدل الشموع.. وأن نقرأ في الأسفار بدل الأشعار.. وأن نختم الابتهاج بما هو رفض أو احتجاج?
فيا أيها الزمن الحزين.. يا من تملؤنا بفواجعك فلا يسمع منها إلا الرنين.. أيها الزمن الحزين.. ولا زمن يمر على شعوب بأسرها قد تطاول حتى أصبح يعد بالسنين.. أيها الزمن الرمادي.. دعنا نفتح العيون على البياض.. بياض الإيمان بأن قيم المحبة والسلام والخير والوئام لاتزال ترفرف في تعاليم المسيح.. في أنوار البتول.. في البريق السماوي للبراق ومسرى الرسول.. دعنا نسير نحو أقدارنا ومصائرنا فوق الأشواك.. فنحن أمة صابرة مر عليها الكثير الكثير من المحن.. وعانت الكثير الكثير من العذابات.. وما خرجت عن الأفلاك.. أفلاك إيمانها وعزائمها والتطلع إلى المستقبل رغم هزائمها.
أيها الزمن الحزين. .ليتقدس لديك الفرح.. ولو كان شمعة في كوخ عجوز مسكين.. ولو كان غصنا أخضر واحدا في غابة التشرد والأنين.. ولو كان نسمة.. ولو كان دمعة.
أفراح الأعياد ثمار بين الأشواك.. لا يقطفها إلا من بذل دمه كفارة أو بشارة أو من فهم رمز الإيمان والإشارة.. أيها الزمن الحزين أنا لا أرثيك في الحقيقة بل استدعيك رغم أحزانك.. لتنشر شيئا من أفراحك.