وهذه الخاصية محصورة بقلة قليلة من الناس تملك القدرة على دفع هذه المبالغ من أجل تيسير الأعمال والبريستيج وغير ذلك والذي حصل أن هذه الخطوط لم تذهب في معظمها للهدف الذي جاءت لأجله, فقد كثر حاملو الموبايل وتعددت أشكالهم وألوانهم..
ومع تقدم الزمن سارت الأمور بسرعة مدهشة ليتحول شبابنا وغيرهم إلى ركب الموضة الدارجة فباتت الأجهزة تحمل الكثير من النغمات والصور والرسائل التي جعلت الناس ينصرفون عما هو أهم إلى هذه النزعات الواردة إلينا من خلف البحار.
وصاروا يتسابقون في حجم الرسائل المصورة وفي الأغاني والنغمات وغير ذلك, وكأن المشكلات كلها انحصرت بهذه الغاية..
ولم يعد تقديم خدمات الاتصال يشكل الهدف الرئيسي من اقتناء (الموبايل) وهكذا غزت شبابنا هذه البضائع الوافدة.. وصارت الشغل الشاغل للكثيرين منهم..
كما غزت مجالسنا ومكان التواجد, والسهرات العامة والخاصة, والجلسات العادية أو المفتعلة..
ولاندري كيف تحول هذا الأمر ليصبح إلى ما صار إليه في ظل غياب التثقيف والوعي المطلوب لاستخدام مثل هذه التقانة.
المهم أن الأعداد الحاملة للموبايل صارت أكثر من مليون مشترك والشركات المسؤولة عن هذه الخدمة تفاخر كثيرا بهذا الإنجاز وبدأت حركة تنازلية في موضوع الأسعار..
فمن مائة ألف ليرة تقريبا.. أصبح الخط بليرة واحدة.. نعم ليرة واحدة (يا بلاش) فإذا كانت الشركة المخدمة لهذه التقنية تبحث عن زيادة أعداد المشتركين طلبا للربح.. فالسؤال أين نحن من تأهيل الناس لاستخدام أمثل لهذه التقانة الحديثة أم أن هناك حالة ارتباط بين كثرة عدد الشباب الذين لايفكرون بغير (الأفكار والتقنيات) التي تلهيهم عن معرفة ماهو أهم.. وتبعدهم عن دورهم المطلوب من مواجهة مصاعب الحياة, وتحديد حالات المستقبل فهل نطمئن إلى أجيال الموبايل..أم نفرح أكثر بزيادة الحاصلين على هذه الخدمة!!
سؤال واضح جدا.. والإجابة عنه غائبة جدا.. وبين التسابق لمثل هذه المحفزات وبين ماهو مطلوب نخشى أن تضيع الطاسة ونفقد البوصلة بعد أن فقد شبابنا الشيء الكثير?