لا مجال للرهان إلا على يوم القيامة ).
إذا, لا سبيل أمام البشرية التي تدخل أكثر فأكثر في الخواء سوى أن تنتظر يوم القيامة بعدما وضعت القنبلة النووية حدا, قد يكون نهائيا, للحروب الكبرى, حتى و إن كان بعض منظري الإدارة لا يجدون مناصا من إجراء عمليات جراحية هنا وهناك في الكرة الأرضية لإعادة التوازن إلى العالم . أي توازن?
لنلاحظ أنه حتى دعاة العولمة البديلة يبدون الآن وكأنهم ينكفئون . التكنولوجيا تمشي فوق كل شيء, تتحكم بكل شيء, بل إنها تحطم كل شيء.هذا ليقول فورد كوبولا :(إننا دخلنا في حقبة الأهوال ).
إن فرائصه ترتعد ليس خشية على الآخرين, بالدرجة الاولى , وإنما خوفا على الأميركيين أنفسهم, ماذا يعني أن يقاتل الآخرون , كل الآخرين, ولو بالأنين (يالفظاعة الأنين!) أميركا? ماذا يعني ألا يبالي أحد بالجنود الذين يسقطون على مسافة آلاف الأميال,ومن أجل القياصرة,دون أن يكترث البنتاغون- الذي كما لو أنه مستودع النهايات- بدموع الأمهات والآباء .
ألم تصرخ جين فوندا في وجه الجنرالات إبان الحرب الفيتنامية : (ثمة مكان لأرواحنا ,لقلوبنا, لدموعنا, خارج أحذيتكم) . كان هذا منذ أكثر من ثلاثة عقود. حتى الآن , لا أحد يصرخ ليقول:( اقفلوا أبواب هذا الجحيم, واتركوا الجنود يعودون الى منازلهم). التعبئة الفولاذية تأخذ مداها:( إذا لم ننتصر,سقطت أميركا). صحيح , صحيح . ولكن كيف تراهم ينتصرون إذا كان التراب يقاتلهم, الأنهار تقاتلهم (القبور, أجل القبور , تقاتلهم ?)
ولكن ألا يلاحظ فرنسيس فورد كومبولا (أن ريحاً غريبة تهزنا) . إذا, لا تستبعدوا أن يقف الضمير على قدميه في جادة بنسلفانيا, ويدعو ذاك الطراز من الجنرالات الى التوقف, ولو لهنيهة, عن اغتيال أميركا التي قال توماس جيفرسون : إنها (أرض الباحثين عن الله ) ماذا حدث لينقلب المشهد هكذا? انقلب من زمان. الحلم الأميركي يأكل الهوت دوغ وينتفخ ...
لم يعد حلما. هل ينتظر فرنسيس فورد كومبولا, بدوره , يوم القيامة , أم تراه يقدم (الرؤيا الآن-2 ) أو(الأبوكاليبس الآن -2). على غرار الفيلم الأول الذي صور, على ذلك النحو المهيب والراعب, أي مأساة عاشها الرجال- والعصر- تحت أحذية الجنرالات في الهند الصينية ?.
إذا , إننا ننتظر قيامة من نوع آخر ..