فعلى يمين الطريق في أحد أحياء دمشق, أكل من الرصيف مساحة جيدة, وكأنها مهيأة لوقوف السيارات أصلا, وفي منتصف هذه المساحة, يوجد موقف باص, ابتعدت عنه أكثر من ثلاثين مترا- ضمن تلك المساحة- وأوقفت السيارة.
عدت بعد انقضاء عمل يندرج في إطار عملي الصحفي, وإذ تحت المساحة الزجاجية, إيصال بتنظيم مخالفة سير.
حقيقة تفاجأت بها,و لاسيما أن اللصاقة الرسمية لاتحاد الصحفيين, موجودة على زجاجها, وثمة تعميم من وزارة الداخلية بعدم التعرض لسيارات الصحفيين..
لابل وإن ذاك التعميم يضع تسهيلات ذات سقف مرتفع, طمأنتنا كثيرا في حينه, وصدقنا أننا عندما نوقف سياراتنا في مكان حتى ولو كان محرجا إلى حد ما, فإن شباب شرطة المرور سوف يمتثلون لإرادة الوزارة, إلا إن كنا نعرقل السير, وأقسم أن أي عرقلة لم تحصل, إذ كانت السيارة منزوية في زاوية بعيدة عن السير, وبعيدة عن ذلك الموقف.
ولكن تفاجأت أكثر في الواقع, وقتما قرأت أن نوع المخالفة هي: (وقوف على موقف الميكروباص)..! ..ولم أكن على الموقف..!
أعود للقول- ورغم كل هذا- قد اقتنع بأنني استحق هذه المخالفة بشكل أو بآخر, ولكن من غير المعقول إطلاقا أن اقتنع بأن السيارات التي كانت تصطف بجانبي, وتمتد إلى أمام الموقف فعلا, وتتجاوزه إلى ما بعده, لاتستحق المخالفة.. فقد انتبهت إلى تلك السيارات, ولم تكن على زجاجها أي مخالفة, رغم أن السيد شرطي المرور كان يتمشى خلفها ذهابا وإيابا..!
ما نرجوه من إدارة المرور أن تفعّل تعميم الوزارة بشأن تسهيل الوقوف لسيارات الصحفيين, وإن كان يحق لنا الأمل من السيد وزير الداخلية إعادة التأكيد على ذاك التعميم, فدون عرقلة ذهابنا إلى ميادين العمل, لرصد الأمور والوقائع.. فإننا متهمون بأن إعلامنا.. لايقرأ.. فليت الداخلية تساهم معنا بقسط من الأسباب التي قد تدفعه لأن يصير مقروءا ولو ببعض حروف..!