تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاربعاء 29/12/2004م
محمد علي بوظة
بصور وأشكال متعددة وتحت تسميات وعناوين مختلفة تواصل الولايات المتحدة, ومن خلال إدارة الرئيس جورج بوش الحالية المحسوبة على قائمة المحافظين

الجدد, الأشد تطرفا ومشاكسة وبحثا عن جبهات وساحات للتنفيس وتصدير الأزمات, وأعداء وهميين لتبرير استخدام القوة وإطلاق العنان لحروب الاجتياح والتوسع الكونية , والتي تأخذ في عقيدتها ومخططاتها الاعتماد على إسرائيل لا كرأس حربة وقاعدة متقدمة فحسب, وإنما إراحتها وتثبيت أقدامها وتشريع احتلالها للأرض العربية, تواصل تسويق سياساتها والكشف عن المستور فيها ذاك المبالغ في الممانعة والرفض الفاضح للسلام, والتحلل من أي دور وأي التزام حيال تحقيقه عادلا وشاملا ومؤسسا على صيغة مدريد وقرارات الشرعية الدولية, والتبني الأعمى والمطلق للأفكار الصهيونية.‏

والرسائل المتلاحقة للرئيس الأميركي وأركان إدارته في اتجاه إعادة خلط الأوراق وترتيب الأولويات, وترداد معزوفات قديمة بالتأسيس على معطيات ومعادلات جديدة, أوجدها التدخل والغزو العسكري للأرض العراقية وإغراقها في الفوضى والخراب والدم, تقول بأن السلام محطات ينبغي الانتظار عندها ريثما يحل الدور هي أبلغ دليل على أن من يشغلون اليوم مواقع المسؤولية والقرار في الولايات المتحدة قد طلقوا العملية السياسية ووضعوها تحت مرمى النيران المشتعلة في الأراضي المحتلة وفي العراق, أسيرة الخوف والترهيب والابتزاز والارتهان, بالخضوع للشروط الأميركية الإسرائيلية والقبول بها بدائل لسلام الشرعية الدولية.‏

لا يختلف اثنان على أن المنطقة تمر اليوم في أصعب وأدق مراحلها, وتقف على مفترق مصيري حاد وخطير, بواقع الهجمة والتكالب على تطويعها من جانب قوى أثرت العودة للعمل بالمنطق الاستعماري القديم, والتموضع في خندق إسرائيل والتلاقي مع مشروعها والتورط الكلي في حروبها ومعاركها, باستغلال قذر للوضع الدولي المتردي وغياب عنصر الردع والتوازن وطغيان الأحادية القطبية, وهي ليست بحاجة بعد كل هذه العقود الطويلة من عمر الصراع والمعاناة إلى من يدير الأزمة ويمد في آجالها, ويمتنع عن المساعدة والإسهام في تقديم الحلول لها, ولا سيما إذا كان هذا الطرف المعني الأول والمفترض فيه بحكم طبيعة الدور والالتزام والمسؤولية القانونية والأخلاقية, أن يكون النصير للعملية السلمية والداعم القوي في اتجاه ترجمتها على المسارات كافة.‏

وسلام التقسيط والتجزئة لعمليته واللعب على المسارات واللهاث وراء حلول منفردة ثبت عمليا قصورها وعجزها عن الإتيان بشيء حتى لأصحابها يمكن أن يقدم خدمة للسلام والأمن والاستقرار ويسهم في نزع فتيل الأزمة المتفجرة, مسألة ظلت الهاجس للحليفين الاستراتيجيين في واشنطن وتل أبيب, والمحور لتوجهاتهما وسلوكهما هروبا من استحقاقات وتبعيات التسوية, التي يقر الجميع بأنها لا تتحقق بغير الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة, بما في ذلك الجولان وجنوب لبنان, وإضعافا للموقف التفاوضي العربي المطلوب منذ البداية استفراد أطرافه, وإحداث اختراقات في جداره تسمح بالتصيد وقطف المزيد من المغانم على حساب الحق القومي وقضية السلام, وتتيح للاثنين معا الاستمرار في نهج المناورة والخداع وقتل الوقت, والتوظيف لهذه المكاسب في مساومات مفتوحة لا تنتهي وعمليات ابتزاز لا تقف عند حد وفرض إملاءات هي أقرب إلى الاستسلام منها إلى السلام.‏

ما فات هؤلاء والذين يتباهون اليوم برفضهم للسلام, وينتهجون سياسة الترهيب والاستفزاز والاستخدام الأهوج للقوة, أن سورية التي اتخذت السلام خيارا لها وسعت وتسعى مخلصة لتحقيقه, لا تنشده من موقع ضعف وإنما من موقع قوة, وليس بمقدور أحد تجاوزها والقفز فوق الأساسيات التي تتمسك بها, وتعد ثوابت وخطوطا حمراء يستحيل دون عودتها والتسليم بها قيام أي سلام..‏

 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30395
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30394
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30399
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30399
القراءات: 30388
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية