طبعا الاحتفال بعيد الشجرة يعني أول ما يعني التوسع في عمليات التشجير لتغيير الخارطة الزراعية والبيئية, وعندما نقول تغيير الخارطة نكون قد حولنا التلوث البيئي الذي تخلفه الأغبرة ومخلفات المعامل والمصانع ما يهدد بتغيير مناخي واسع يهدد الحياة البشرية والطبيعية, إضافة إلى توسع الأراضي الصحراوية على حساب الأراضي المرجية والحراجية والمراعي نتيجة للجفاف الذي يتصاعد عاما بعد عام, ما دعا إلى تكثيف الجهود للحفاظ على العناصر الطبيعية للبيئة والتي تأتي الشجرة في مقدمتها لما توفره من عناصر أساسية للحياة, هذه المسألة أكدت الاهتمام بالشجرة ورعايتها, وما احتلته من مساحة واسعة في برامج العمل والتطور لأهميتها الفائقة في حماية البيئة, وتغيير المناخ, وزيادة الإنتاج, حتى وصل الاهتمام بها ذروته من خلال قيام السيد الرئيس بشار الأسد بالمساهمة في غرس الأشجار, وذلك بغية مضاعفة خطة التشجير المثمر والحراجي, وزيادة إنتاج الغراس الحراجية والمثمرة نظرا لكون طاقة وإمكانية أرضنا أكبر بكثير من الجهود المبذولة حتى الآن في هذا المجال وغيره.
ولهذا فقد كان لمساهمة السيد الرئيس الأثر الكبير في وضع الخطط لزيادة نسبة الأراضي المراد تشجيرها, ووضع الحلول اللازمة لكل المعوقات التي كانت تحول دون تنفيذ هذه الخطط.
وهنا نشير إلى أنه لا يكفي أن نحدد في خططنا المساحات المراد زراعتها بالأشجار الحراجية والمثمرة سنويا , فالغراس التي نقوم بغرسها تحتاج إلى مقومات لاستمرارها, وعلينا تأمين هذه المقومات وفي مقدمتها منع الاعتداء على تلك الغراس.
وعندما نقول خططا لابد من تسجيل بعض الملاحظات التي يأتي في مقدمتها أن الجهات المعنية بمسألة التشجير لا تكثف الجهود في هذا المجال إلا بمناسبة عيد الشجرة, وهذا الخطأ بعينه, لأن مسألة التشجير هي مهمة وطنية دائمة, وطالما هي كذلك فهي تعني كل الجهات الرسمية والشعبية, الأمر الذي يفرض بالضرورة رفع الاحساس بالمسؤولية لدى الجميع لنكون بمستوى الطموحات التي نرغبها في مجال التشجير, وزيادة الرقعة الخضراء , لأن الزيادة تحقق لنا القضاء على التلوث البيئي, وتلطف المناخ, وتحد من امتداد التصحر الذي أخذ يزحف باتجاه الرقعة الخضراء المتبقية, ومثالنا على ذلك ما يتم من اعتداءات قطع الأشجار بالجملة في منطقة غوطتي دمشق على سبيل المثال لا الحصر ليحل محلها الأبنية الإسمنتية التي تشاد من قبل تجار البناء.
إن ما يجب أن نفعله بمناسبة عيد الشجرة يتمثل في كوننا كبشر معنيين بإصلاح ما فسد, فلو قمنا جميعا ومن خلال حسنا الوطني بزراعة الأشجار وحمايتها ليس فقط في عيد الشجرة, إنما على مدار السنة نكون قد أعطينا هذه المناسبة بعدها الحقيقي.