تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس11 / 11/2004م
أنيسة عبود
متى نقدر على تقبل الرأي الآخر حقا وليس المتاجرة بنظريات احترام الآخر وعدم إلغائه.

ما يحدث الآن على الساحة الأدبية يدعو إلى السخرية من أسماء كثيرة تملأ البلاد بمحاضرات حول حرية الرأي وديمقراطية الحوار, إلا أنك ما أن تلفظ اسم عمل يخصهم أو محاضرة من محاضراتهم دون تبجيل, حتى يسنّوا لك السيوف لذبح رأيك, لذبحك إذا ما تمكنوا من ذلك.‏

لنعترف بمافيا الأسماء.. وبمافيا الشلليات.. ويا ويل من لم يكن وراءه شلة تلفق له الأسماء التي تكتب عنه وتدعم جنونه.. وهناك مافيا المجلات التي تستقبل فلانا وتطرد آخر أو تتأمل وتتريث حتى تأتيها تزكية الكاتب من كاتب آخر ينتمي إلى تيارها أو شلتها.‏

لا تقسم أنك تنتقد نقدا بناء.. أو تنتقد بناء على معطيات ملموسة قد لا تريد البوح بها.. إلا أنهم -أصحاب نظريات حرية الرأي- لن يصدقوك.. هم يريدون منك التبجيل لا أكثر, فمتى نقتنع أن الكمال لله وحده.‏

مسموح لك أن تتناول المؤسسات الحكومية أمامهم.. بل يشدون على يديك إذا انتقدت وهدمت في هذه المؤسسات وسيبتسمون أكثر إذا تطاولت أكثر وصعدت درجات الهرم.. ومسموح لك أن تنتقد من يخطر على بالك من المحيط إلى الخليج, ولكن غير مسموح أن تقول رأيك في قصة صاحبة الكاتب. أو قصيدة خليلة الشاعر فكيف لو قلت رأيك به شخصيا وكان من أصحاب النفوذ الإعلامي وسلطوية المجالس الأدبية? والويل لك كل الويل إذا انتقدت ربطة عنقه أو لون سترته, هذا لا يجوز أما هو فيحق له أن يلفق عنك الحكايات, ويتندر حولك في السهرات واللقاءات.. وإذا ما (طس) خطأ ما أو هفوة في كتابك فستقرُّ عينه لأنه سيذيع هذا الخطأ في الإذاعات والفضائيات وقد يذهب به إلى الرئيس الأمريكي بوش لتحويله إلى مجلس الأمن لمناقشته وإصدار قرار فيه.‏

لذلك اكتم ما بصدرك ولا تقل رأيك إذا كنت تخاف مصيدة هؤلاء الذين تكرسهم عينات اجتماعية مخدوعة بهم.. لكن لابد أن تنقشع الغمامة وتظهر حقيقة هؤلاء المدعين جلية ..عند ذلك ستسقط الهالة التي يتغطون بها.. ويا للهول كم كشفت من هؤلاء وكم تحملت من سكاكينهم.. مع ذلك مازلت مصرة على نزع الأقنعة الزائفة.. إني أسير في الطريق الصعب المليء بالضباع.. مع ذلك.. لابد أن أفعل أنا أو يفعل غيري.. أي لابد أن ىأتي من يقول الحقيقة ويؤكد أنه ليس كل ما يلمع ذهبا.. وأنا لا أخص الساحة الأدبية فقط.. بل إن هذا الزيف طال واستطال وشمل حتى الساحة الزراعية والبحثية والسياسية.. ليس كل من يجلس على كرسي هي له بالتأكيد..‏

قد تكون الكرسي أكبر منه.. وقد يكون الاسم أكبر من وهم يغط كطائر الرخ على العقول, لكن سياسة الصمت هي السائدة منذ زمن بعيد عند بعض الناس وذلك على مبدأ جحا عندما أخبروه أن النار في حارته.. ثم في بيته إلى أن أجابهم: على كل حال هي ليست في ثيابي.. ألا ترون أنه كان على جحا أن يهرع لإطفاء النار قبل أن تمتد?!‏

 

 أنيسة عبود
أنيسة عبود

القراءات: 30382
القراءات: 30389
القراءات: 30380
القراءات: 30389
القراءات: 30384
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30378
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30397
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30382
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية