تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الخميس11 / 11/2004م
محمد خير الجمالي
لاشيء يؤذي الشعب الفلسطيني ويجهض نضاله ويأتي على كل مكتسباته التاريخية ويسد الطرق أمام إمكانية استرداد حقوقه المغتصبة,

أكثر من فلسطنة الصراع بتحويله من صراع فلسطيني -إسرائيلي ذي بعد عربي, إلى صراع فلسطيني-فلسطيني عبر تفجير الأزمات والتناحرات الداخلية والوصول بها إلى حالة من الاحتراب الداخلي, تصرف الجهد الوطني الفلسطيني عن هدفه الأساسي بمقاومة الاحتلال وتستنزف قواه في معارك هامشية, سياسية أو غير سياسية, ليكون ذلك خدمة مجانية للعدو الأساسي, تصب في مصالحه وتعزز قواه وتمنحه ذرائع الاتهام بأن الفلسطينيين غير مؤهلين لأن تكون لهم دولة مستقلة.‏

وطوال مراحل الصراع مع إسرائيل, تمحورت سياسة القادة الإسرائيليين حول هدف تفتيت الوحدة الوطنية الفلسطينية, على أمل أن يخفف ذلك من ضغط النضال الفلسطيني المسلح بوعي وطني كبير, لحمته وسداه هما الاصطفاف الثابت خلف هدف مقاومة الاحتلال الصهيوني بكل ما توفر من أدوات المقاومة وأساليبها بغية إثبات وجود الشعب الفلسطيني, وإيصال صوته ومطالبه العادلة إلى العالم, ومن أجل تأزيم المشروع الصهيوني على خلفية فضح الدعاية التي جرى تغليفه بها, واستهدفت إنكار وجود هذا الشعب, وخفض سقف مطالبه بشكل تدريجي.‏

ولم يكن الإرهابي أرئيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي استثناء في توجهاته عمن سبقه لهذا الهدف, بل إن جهده انصب بالكامل على إنجازه صانعاً منه رهانه الأساسي على تحقيق ماعجزت عن تحقيقه سياسات القتل والاغتيال والتدمير المنظم لكل أسباب الحياة الفلسطينية, يدفعه إلى ذلك حلمه في تحقيق الأمن الذي فقدته إسرائيل جراء انتفاضة الشعب الفلسطيني, بعد أن أخفق في تحقيق وعوده بإنهائها في غضون مئة يوم, وأخفق في كسر شوكة الفلسطينيين وجعلهم يندمون على انتفاضتهم.‏

والادعاء المستمر الذي عزف على وتره طوال السنوات الأربع الماضية حول عدم وجود شريك فلسطيني قادر على التفاوض معه لإحراز السلام, إنما يصب في هذا التوجه نفسه لجهة أنه يهدف إلى ضرب الوحدة الوطنية الفلسطينية بلعبة مزدوجة, شقٌّ منها كان يرمي إلى دفع السلطة الفلسطينية لاتخاذ إجراءات ضد فصائل المقاومة من أجل ما يسميه دوماً (إجراءات بناء الثقة ووقف الإرهاب الفلسطيني), والشِّق الآخر تأليب الفلسطينيين ضد قيادتهم بحجة تشكيل قيادة جديدة قادرة على ضبط الأوضاع وإحداث الإصلاحات التي ظل يطلبها في حال عجزت القيادة الحالية عن تحقيق ذلك.‏

والهدف النهائي لوجهي هذه اللعبة معاً, هو تفجير الوضع الداخلي للشعب الفلسطيني, وإدخاله في وضع تناحري, يستلزم تحويل جهده المقاوم باتجاه حل الخلافات التي يراد لها أن تطفو على السطح في حال نجحت اللعبة.‏

وشارون الذي أخفق في كل محاولاته السابقة لتحقيق هذا الهدف, يرى في الوضع الصعب الناشىء عن غياب رئيس السلطة الفلسطينية ضالته المنشودة, إذ يراهن على خلافات ستنشأ نتيجة لهذا الوضع, من شأن تغذيتها بأساليب إثارة الفتنة التي برعت بها السياسة الإسرائيلية أنْ تنجز ماكان يأمل حدوثه دوماً من أزمة حادة في الداخل الفلسطيني, تستلزم وقتاً طويلاً لتطويقها والخروج من تداعياتها,فيما يستطيع الزعم خلالها أنه وفى ماوعد الإسرائيليين به من إخماد للانتفاضة وأمن وطيد لإسرائيل, واستمرار لسيطرتها واحتلالها للأرض الفلسطينية.‏

وصوناً للقضية والحقوق,وتفويتاً لما يعتقد شارون أنه فرصة سانحة بغياب الرئيس الفلسطيني, فإن الجهد كل الجهد للفلسطينيين جماهير وفصائل وقيادات, يجب أن يتركز الآن صوب تحصين وحدتهم الوطنية واعتبار العبث بها خطاً أحمر, لأنها متراس حماية الحقوق والقضية.‏

 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 30384
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30386
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30388
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30382
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية