في وقت تتوحد فيه خطط التنمية, أكثر من أي وقت مضى, لإشراك الجميع في عملية البناء التي تنشدها سورية.
وأسس لقاء دمشق عبر ورشات العمل المتخصصة, إلى ترسيخ العمل المؤسساتي في العلاقة بين المغترب والوطن, وسمحت دقة التنظيم, بلقاء فاعل لممثلي الروابط والتجمعات الاغترابية في العالم, إضافة لمشاركة أكثر من 300 خبير ومتخصص من أصل سوري, تقدموا ببحوث وردت من 36 دولة.
واستند مؤتمر دمشق, على سلسلة مؤتمرات وجولات, تابعتها الدكتورة بثينة شعبان وزيرة المغتربين خلال عامين, حيث أفضت نتائج ظهرت معالمها بوضوح, إن كان لجهة علاقة المغتربين ببلدان الاغتراب, أو لجهة علاقتهم مع الوطن الأم.
فقد كشف الحضور الفاعل والكبير لجاليتنا في الولايات الأميركية المتحدة في المؤتمر, أهمية الجولتين اللتين قامت بهما الدكتورة شعبان لبعض الولايات الأميركية, إضافة للقائها مجموعة من وفود المغتربين في دمشق, حيث أكدت من خلالها على ضرورة استثمار الكم الكبير والنوعية المتميزة للخبرات العلمية السورية في أميركا, وهذا ما ركزت عليه في لقاءاتها مع الجالية في الدول الأوروبية.
وتمكنت الحركة النشطة لوزارة المغتربين من إنجاز نقلة نوعية في دول الاغتراب, تمثلت بتوحيد عدد من الروابط, وتنفيذ انتخابات حرة ونزيهة لاختيار مجالس الروابط, فمهدت لعلاقة ناجحة بين أبناء الجالية.
واستطاعت الوزارة إلى حد كبير, تعبئة الموارد والكوادر الاغترابية لدعم مسيرة التنمية, وإلى تفعيل الحوار البناء مع المغتربين, من أجل تقديم الخدمات لهم, ودعم دورهم ووجودهم كجسر بين الحضارتين العربية والغربية.
ولا يمكن إغفال الجهود المبذولة, لحل مشكلات المغتربين فيما يتعلق بخدمة العلم, وتعليم اللغة العربية لأبناء الجالية, إضافة لتنظيم زيارات سياحية, وتشجيع قيام الاستثمارات, والاستفادة من الخبرات المختلفة.
وهنا لابد من الإشارة إلى خطوة مؤسسة التأمينات الاجتماعية, التي أتاحت للمرة الأولى فرصة اشتراك المغتربين السوريين والجاليات السورية في العالم في التأمين الاجتماعي, والاستفادة من المزايا المخصصة للشيخوخة والعجز والوفاة.
وأتت التعليمات مبسطة, سمحت بتقديم الطلبات, إما عبر السفارة أو القنصلية, أو إلى فرع مؤسسة التأمينات المختص في حال وجود المغترب داخل القطر.
إن إعادة بناء الثقة بين المغترب ووطنه, واستثمار اندفاعه وحماسه للمساهمة في عملية التنمية, يحتاج إلى خطوات متكاملة من الجهات المعنية, تزيل الآثار السلبية التي تركها الروتين والبيروقراطية, وتسببت بنفور العديد من الطاقات الوطنية.. فهل نشهد قريباً مزيداً من المشاريع الاستثمارية للمغتربين, واستعانة أكبر بالخبرات المتميزة في الاختصاصات النادرة? ما هو واضح أن الفترة القادمة, لن يسمح فيها بعودة عقارب الساعة إلى الوراء!