في وجه ما يدعوه هو ب¯ (التعفن اللاهوتي)الذي يستشري في العقل السياسي الأميركي, أوعلى الأقل في النصف الأعلى من هذا العقل..
قال غالبريث: (هذه ليست الطريقة المثلى للاختباء وراء.. الله)!
وكاد يقول: (إنه الشرق الأوسط أيها الغبي) لكنه استغرب فعلا التعاطي ب¯ (عبقرية وحيد القرن) مع هذه المنطقة بكل تجلياتها الحضارية والثقافية والفلسفية.
وقال: (الإنسان هنا هو الزلزال).
هذا لأنه هو من أحدث ذلك الاضطراب الخلاق في الإيقاع الجيولوجي للبشرية.
ليس فجأة هكذا, اغتسل الكائن البشري بالمقدس..
إلى حد كبير, يتقاطع المفكر الأميركي مع ارنولد توينبي وبرتراند راسل وحتى مع هيرودوت.
هل يمكن حقا التعامل بميكانيكية الاجتزاء والتجزئة, مع تلك المجتمعات التي لولاها لظلت الكرة الأرضية مجرد مهرجان للبلاهة, وإن كان للمجتمعات إياها, كونها نقطة الجذب الكبرى وبعيدا عن الحساسية الجيو- ستراتيجية, قد تعرضت للانتهاكات التاريخية المتلاحقة, فتعثرت وتضاءلت وتفككت ولكن لأمد لابد أن يكون قصيرا.
الآن يستغرب غالبريث أيضا كيف لاتفهم أميركا العرب.
ذاك العراق بالسومرية التي كانت أول من ذهب بالعقل إلى الله, تلك السورية التي إذ أعطت للشاطىء المتوسط ألق أوغاريت, بالمدى الثقافي الفذ, أعطت لروما ذلك الطراز الآخر من الأباطرة.
ومابال الجزيرة التي خرجت منها معجزة النص, وما وراء النص: اقرأ باسم ربك الذي خلق.
إذاً كيف يوضع الزلزال بين فكي بول ولفوتيز وأرييل شارون حين لايريان في الشرق الأوسط سوى الخواء?
جون كينيث غالبريث يقول: (إننا عمليا بين يدي الكارثة).
والسبب دائما هو في (التشكيل التكنولوجي للرؤية), أليست أميركا, أليست المؤسسة, بحاجة إلى ذلك الضمير الذي يعطي شكلا آخر للوعي, أيضا للاوعي, بدل أن تتحول العظمة إلى فضيحة على سطح هذا العالم( الذي ينظر إلينا بارتياب وبازدراء بل وبكراهية).
هذا شرق أوسط لاتغيره قاذفات القنابل (حتى ولو أخذت قاذفات القنابل هذه أشكالا بشرية أحيانا), ولا دوي التكنولوجيا, ولاايديولوجيا الدببة.
أنه أكثر تعقيدا (وهولاً) كما يقول غالبريث:(الشرق الأوسط هو ذاك الإنسان الآتي من البعيد الذاهب إلى البعيد.
نفهمه بالرؤية, وأحيانا بالرؤيا, لابالسيدة الحماقة).
لابد أن تكون هناك أذنان. إنه غالبريث, الشاهد الفذ على عصر, وهو يقول: ليسدل الستار فورا على .. مهرجان البلاهة!