عاد لتزهر به الحركة المسرحية في دمشق, والتي أقفرت لسنوات عديدة إلا من شذرات هنا وهناك, مهرجان دمشق هذا عاد إلينا بقوة من خلال المشاركات العربية الثرة سواء في العروض المسرحية أم في الندوات الثقافية أو في الفعاليات الأخرى. وما يزيد المهرجان غنى هذا التواجد الواسع لنجوم التمثيل العرب الذين طالما أحببناهم عبر الشاشات التلفزيونية أو السينمائية.
وفرحتنا بعودة المهرجان ليس من أجله فقط, وإنما لأنه سيحرك الركود الذي تعاني منه الحركة المسرحية في سورية باستثناء ما يجري في بعض المحافظات من مهرجانات محلية, والذي نأمله من المهرجان أمرين: أولهما أن تكون انطلاقة المهرجان هذه انطلاقة قوية دائمة لا تعثر بعدها ولا توقف, والأمر الثاني أن يكون المهرجان محرضاً للحركة المسرحية عندنا لتحقق انطلاقة كبيرة ومستمرة, تعود بها إلى الستينيات والسبعينيات, زمان الفورة المسرحية التي أعطت الكثير من المسرحيات الرائعة, مثل (سهرة مع أبي خليل القباني) و(حفلة سمر من أجل حزيران) ومسرحيات (ضيعة تشرين) و(غربة) وغيرها.
ولابد لنا هنا من الإشادة بالتحضيرات الجيدة للمهرجان والتي كان وراءها العاملون في مديرية المسارح والموسيقا وفي مقدمتهم الفنان زهير رمضان الذي وصل الليل بالنهار, ليصل بالمهرجان إلى بر الأمان, حتى استكمل جميع مقومات النجاح التي نأمل أن تتوج بالعروض الناجحة.
ونأمل من التلفزيون العربي السوري أن يقوم بتصوير المسرحيات التي ستعرض ضمن المهرجان, وبثها بعده أسبوعياً, لتصل إلى الجمهور العريض من المشاهدين.