تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأحد 1/8/2004
علي قاسم
احتدام السباق الرئاسي الأميركي بعد اختتام الحزب الديمقراطي لمؤتمره, وترشيح جون كيري ونائبه رسميا, لم يوازه في الاتجاه الآخر احتداما بين طروحات الحزبين فيما يخص السياسة الخارجية.

فجون كيري الذي حرص على أن يقدم نفسه مختلفا عن جورج بوش, لم يقدم الحلول المنتظرة للكثيرمن المنغصات والمشكلات التي تواجه تلك السياسة ولا سيما ما يتعلق بمأزق الاحتلال الأميركي للعراق. ‏

ولعل الآلاف الذين تظاهروا في بوسطن, حيث كان مؤتمر الحزب الديمقراطي ليعبروا عن معارضتهم لسياسة الهيمنة, كانوا أشد مقدرة على اقتناص الإشارات التي انطوت عليها طروحات الديمقراطيين, والتي بدت في أغلبها تكرارا لأفكار الجمهوريين, وإن اختلفت المقدمات. ‏

والواقع العملي بعد اختتام مؤتمر الديمقراطيين يكاد أن يعكس تلك الحقيقة, وهي أن كيري في خطابه المنتظر رغم محاولاته المستميتة لتبديد صورة التشابه مع بوش, لم ينجح في كبح مخاوف الأميركيين, كما أنه لم يتمكن من التخفيف من عوامل قلقهم المتزايد. ‏

والسؤال هل كان ذلك انعكاساً لإفلاس في سياسة الديمقراطيين, أم ضعفا في أداء جون كيري, أم الأمر يتعلق بمعطيات عامة تحكم السياسة الخارجية الأميركية?. ‏

من الصعب تحميل جون كيري المسؤولية, وهو الذي أبدى قدرة ونشاطا ملحوظين في مؤتمر حزبه, وبالتالي فإن التركيز على نقاط الاختلاف في السياسة الخارجية, وخاصة ما يتعلق باحتلال العراق, جاء ناقصا وغير مكتمل لافتقاده للوضوح من جهة, ولغياب استراتيجية فعلية قادرة على التعاطي مع المأزق القائم من جهة ثانية. ‏

وفي الحالين ثمة حاجة فعلية تدفع بالديمقراطيين الى توضيح الكثير من النقاط المبهمة واتخاذ مواقف حاسمة تجاه العديد من المسائل الملحة المطروحة, والأكثر من ذلك الحاجة لتقديم تفسيرات لذلك التطابق المثير في الانحياز لإسرائيل. ‏

قد تكون مقتضيات السباق الرئاسي ضاغطة إلى الحد الذي يصعب فيه التمييز بين الديمقراطيين والجمهوريين, ولكن الحصيلة تدفع إلى الاعتقاد بضرورة أن يكون تعاطي الديمقراطيين أكثر جدية. ‏

ورغم هذا التفاوت في الأداء, فإن السياسة الأميركية التي تقودها إدارة الرئيس بوش, دفعت بالمشهد الدولي نحو مزيد من التأزم, ومثلما ينتظر الأميركيون الفوارق المهمة لكي يحسموا تصويتهم, فإن العالم ينتظر كي يتحرك لرأب الصدع الذي خلفته سياسة بوش وطاقم الحرب في إدارته. ‏

وإذا كانت المقارنة سابقة لأوانها على ضوء الطروحات التي برزت حتى الآن, فإن التظاهرات في بوسطن قد عكست قلقا متزايدا, ومخاوف مشروعة من أن تكون سياسة الهيمنة نتاج مناخ عام أكثر منه نتاج نهج حزبي. ‏

والرهان على التبدلات ينطلق من إدراك العالم بأن النتائج الكارثية التي قادت إليها سياسة التفرد, لا بد أن تكون أرضية لإعادة النظر في مفاهيم السياسة الأميركية, مهما يكن لون الادارة القابعة في البيت الأبيض, ولإعادة النظر في إنتاج الخطاب المغرق برغبته في الهيمنة والسطوة, لأن ما يعيشه العالم اليوم لا يخدم استقراره, ولا يحقق له تطلعاته المنشودة في غد أفضل وأكثر أمانا. ‏

 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 30316
القراءات: 30285
القراءات: 30274
القراءات: 30281
القراءات: 30266
القراءات: 30276
القراءات: 30275
القراءات: 30268
القراءات: 30276
القراءات: 30273
القراءات: 30272
القراءات: 30272
القراءات: 30270
القراءات: 30267
القراءات: 30272
القراءات: 30285
القراءات: 30265
القراءات: 30275
القراءات: 30256
القراءات: 30266
القراءات: 30274
القراءات: 30267
القراءات: 30273
القراءات: 30261
القراءات: 30276
القراءات: 30279
القراءات: 30276
القراءات: 30270
القراءات: 30275
القراءات: 30271
القراءات: 30273
القراءات: 30274
القراءات: 30274
القراءات: 30275
القراءات: 30274
القراءات: 30270
القراءات: 30253
القراءات: 30272
القراءات: 30270
القراءات: 30263
القراءات: 30274
القراءات: 30282
القراءات: 30269
القراءات: 30275
القراءات: 30272
القراءات: 30268
القراءات: 30265
القراءات: 30264
القراءات: 30279
القراءات: 30276

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية