تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأثنين 2/8/2004
محمد خير الجمالي
بعد الخطابين الانتخابيين اللذين ألقاهما مرشح الحزب الديمقراطي إلى انتخابات الرئاسة الأميركية جون كيري ونائبه جون ادواردز أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي في بوسطن مؤخراً , وتقاطع كل منهما في الاتجاهات التي يعدان بانتهاجها على المستوى الخارجي مع اتجاهات سياسة الرئيس الحالي جورج بوش من مثل التأكيد على مبادىء الحرب وزيادة القوة العسكرية الأميركية عدداً وعدة , وإعادة الحلفاء للعمل مع أميركا , والحفاظ على التفوق النوعي للولايات المتحدة , وتوجيه التهديدات لدول عدة في المنطقة كسورية وإيران والسعودية ومحاولة إتمام العمل في العراق,وتأكيد الدعم المطلق لاسرائيل .

بعد هذين الخطابين الناريين اللذين يندرجان في إطار المزايدات الانتخابية على طريق حسم معركة السباق الى البيت الابيض, دخل آرييل شارون على خط معركة السباق هذه من زاوية التوجه بالتهنئة لجون كيري على اختياره كمرشح للحزب الديمقراطي مؤكداً أنه وجد في البرنامج السياسي للحزب الديمقراطي عناصر مهمة لإسرائيل. ‏

وفي قراءة هذا الدخول المفاجىء لشارون على خط انتخابات الرئاسة, نجد أنه محاولة مدروسة بإتقان لتوظيف العامل الاسرائيلي كأحد أهم عوامل الحسم, في الانتخابات الأميركية, وبما يجعل تهنئة شارون لكيري تبدو إيحاء للوبي اليهودي المؤتمر بإمرة اسرائيل والموظف في خدمة مصالحها في الولايات المتحدة كي يحزم أمره في دعم المرشح الديمقراطي, ورسالة من شارون الى كيري يبارك فيها اختياره من جانب الديمقراطيين ويكافئه فيها على تضمين برنامجه الانتخابي ماأسماه شارون بالعناصر المهمة لاسرائيل. ‏

ولايهم شارون هنا ما اذا كانت تهنئته ستثير حفيظة الرئيس بوش الذي قدم في تغطيته على جرائم شارون ووصفه له برجل سلام وضغطه على العرب والفلسطينيين ورسالة الضمانات التي انقلب فيها على مرجعية السلام والمبادرة الأميركية المؤسسة لها, مالم يسبق لرئيس أميركي أن قدمه من دعم وانحياز لاسرائيل, فالمهم بالنسبة لشارون هو مساومة كيري على ثمن العامل اليهودي في الانتخابات الرئاسية, ويبدو ان الدفعة الأولى من فاتورة الحساب تحققت في تضمين خطابي كيري وادواردز عناصر مهمة لاسرائيل. ‏

اما ماهي هذه العناصر ?فهذا مانجده في تهديدات جون ادواردز لدول في المنطقة كسورية وايران و فيما أسماه كيري بالواقع الجديد في الأراضي المحتلة سنة ,1967وفي إعلانه المتكرر عن تمسكه بدعم اسرائيل واعتباره صديقا لها وعدم حدوث أي تغيير في هذه المعادلة, إضافة الى نفيه وجود اي خلافات بينه وبين بوش بشأن اسرائيل. ‏

وطبقاً لهذه العناصر, فإن السياسة الأميركية في حال فاز كيري ستظل كما هي في عهد بوش إن لم تتخذ منحى أكثر دعماً وانحيازاً لاسرائيل ومواقفها المتطرفة حيال عملية السلام ومتطلبات إحيائها ,من كل ما اتخذه الرئيس بوش من سياسة منحازة ومفرطة في محاباة إسرائيل والتغطية على جرائم عدوانها بحق الشعب الفلسطيني ورفضها للسلام وتمردها على الإرادة الدولية. ‏

خطاب كيري الانتخابي شكل في عناوينه الكبرى نسخة منقحة عن الخطاب السياسي لبوش خلال مرحلة السنوات الأربع الماضية,ولم يختلف معه الا حول وسائل تطبيق الاستراتيجية بكل ثوابتها وخطوطها العامة إن على صعيد الوضع العراقي أو على صعيد الوضع في المنطقة والسياسة الأميركية العمياء فيها, وهذا جل ما يبغيه شارون من كيري لجهة أنه سيديم حالة الفوضى في المنطقة والتي تشكل لاسرائيل أفضل الفرص لمواصلة مخططاتها العدوانية وقتل ماتبقى من أمل للسلام في المنطقة, مايفسر أسباب التهنئة المبكرة من شارون لكيري, وما يؤكد أن الرهان على جديد تحمله الانتخابات الأميركية بالنسبة للمنطقة والعرب رهان خاسر على المدى المنظور, وان الرهان الناجح عربياً هو ذاك الذي يكمن في وحدة الصف والكلمة والموقف العربي وتحمله حالة التضامن والتنسيق كخيار لابديل له في مواجهة مايحاك للعرب من خطط تستهدف تركيعهم وحملهم على الاستسلام أمام مشاريع الاحتواء والهيمنة والتغيير القسري من الخارج والتوسع الاسرائيلي. ‏

 

 محمد خير الجمالي
محمد خير الجمالي

القراءات: 30385
القراءات: 30392
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30386
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30392
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30383
القراءات: 30382
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية