انه تيموثي ما كفلي وكان مرشحاً لتجسيد فكرة المواطن المثالي الذي يندفع أبناء بلدته لتخليد ذكراه بتمثال, فإذا به ينتهي كوصمة عار على كرسي الإعدام كواحد من أخطر مجرمي أمريكا وأكثرهم دموية وبرودة أعصاب, فقد كان المدان الوحيد بتهمة تفجير المبنى الحكومي في أوكلاهوما العام,1997 مما أودى بحياة حوالى المئتين, بينهم أطفال لم يردعوا المجرم عن تنفيذ جريمته لأنه تعايش مع مبدأ ان لكل معركة (مبدئية) خسائر جانبية يدفعها المدنيون من أموالهم والا فمن أرواحهم.
ما دفع ماكفلي ليستبدل بميداليتي الشجاعة أصفاد السجين دراما حياة سجلها فيلم توثيقي بعنوان (مفجر أوكلاهوما) .
كان ماكفلي مؤمناً بالولايات المتحدة, ولم يجد أفضل من الانتساب للجيش تجسيداً لهذا الإيمان.. ولأنه كان وطنياً مخلصاً ورامياً ممتازاً شارك في حرب الخليج (للدفاع عن وطنه ضد الناس الرهيبين) ... لكنه وبحسب الفيلم جابه عدواً يثير الشفقة, لا يريد الحرب, وتائها بين ممتلكاته المدمرة وجثث الأقارب المحروقة والممثل بها أحيانا...
هذه الشكوك لم تمنع ماكفلي من تأدية المهام الموكلة اليه على ( أحسن وجه), لكن سيول الدماء أغرقت (بالمعية) الايمان المطلق بصوابية السياسة العليا ومفاهيم الأمن والمصلحة الوطنية, خاصة عندما عاد الفتى الى امريكا وشهد بروفة مصغرة لما قام به الجيش الأمريكي في الخليج, انما هذه المرة ضد طائفة امريكية متدينة ومتشددة في معارضة حمل السلاح, وكان للحملة من جديد خسائر جانبية شملت ( بضعة) اطفال أبرياء.. لم يتردد ماكفلي في الإقدام على جريمة ثأرية بشعة ضد المجمع الحكومي في أوكلاهوما, وذهب ضحيتها 160 موظفاً و 15 طفلاً هم مجموع الخسائر الجانبية لعملية الاحتجاج على النفاق السياسي والمس بالحريات الفردية.
الآن وقد عاد الأمريكيون الى العراق وسقطت كلمة الأسلحة وتفشى الدمار الشامل لحيوات العراقيين و مبانيهم وبالغ الجند في تطبيق أوامر تذرو مع كرامة المعذبين , انسانية الجلاد, وانكمشت بالمقابل حريات الأفراد في الوطن الأم...وهذه تبدو عناصر مضخمة عن دوافع ماكفلي ... ألا يبدو الخطر الذي يهدد أمن الأمريكيين حقيقيا, لكنه يأتي من أبنائهم وقد كانوا مرشحين للبطولات والميداليات.