تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 3/8/2004
نبيه البرجي
هذه عوارض شيخوخة بعيدة المدى. شيخوخة العظام أم شيخوخة الأرواح?

إذا, إنكم تبحثون عن نقاط التماهي-وقد تكون مشوشة لكنها صارخة- بين مصطلح (المسألة الشرقية) الذي ابتدعه البريطانيون في العام 1823 كقناع لغوي يؤسس لاقتسام تركة (الرجل المريض) وبين مصطلح (الشرق الاوسط الكبير) الذي ابتدعه الاميركيون في العام .2004 وهذه المرة كإطار استراتيجي, ايديولوجي أيضا, لإدارة (الرمق الأخير) في ذلك (الرجل المريض جدا) الذي هو نحن... ‏

رجل مريض جدا, بل يقال (.. وميت جدا). أيها السيد عمرو موسى ماذا تفعل هناك? مسكينة جامعة الدول العربية حين نقارنها بأحدث أو بأقدم مؤسسة اقليمية, أي مؤسسة اقليمية, في عالمنا. هذا باركنسون العربي. لاشيء فينا إلا ويهتز. لاحظوا (فانتازيا الحرائق)بل و(فانتازيا الرماد) بل و(فانتازيا الانهيار): فلسطين, العراق, السودان. غدا من ? بعد غد من ? بعده وبعده من? ‏

ما دمتم كلكم ذاهبون الى الشيخوخة (مرة أخرى: شيخوخة العظام أم شيخوخة الأرواح?), وما دمتم تدركون مايعني هذا, والأشلاء بين أيديكم- هذه أمة ترتدي اشلاءها- أليس هناك من مجال ليتحرك شيء ما فيكم? ‏

بلى, بلى تتحرك فينا التعليقات الإذاعية. ما دامت: الماكنة تمشي, فإن المستقبل يمشي. الماكنة اللغوية بطبيعة الحال, هل نكون أكثر واقعية, أكثر هولا, ونقول: القبقاب اللغوي..!. ‏

يشعر الواحد منا وهو يكتب, سواء لامست كتابته بديع الزمان الهمذاني (يا صاحبنا قس بن ساعدة!) أم لامست نهايات الجرح, انه يكتب ليتواطأ مع الابتذال. هذه كومة من الحجارة, أم من المجتمعات, و.. تتداعى. لاشيء عندنا يستحق أن نكون, ولو مرة واحدة, ضيوفا, ضيوف شرف يا أصحابنا, على الحقيقة, لنقول ان هذا هو مرضنا. لماذا يوضع الكائن العربي (إذا شئتم.. الانسان العربي) على باب العصر الحجري , وسواء كان مجلببا بالذهب أم مجلببا بالغبار, ثم يطلب منه أن يقارع القرن. هذا طراز من الكائنات يأكل نفسه. يأكل نفسه فقط.. ‏

إذا, من يأكل الرجل المريض جدا? حتى السراب يأكلنا. ثمة مشكلة فينا. ‏

هي مشكلة الحقيقة. نحن مجتمعات اللاحقيقة. لاحظوا كما ان وجوهنا ملطخة. أيها الناس اصرخوا, على الأقل من أجل نقاء وجوهكم.. ‏

تسقط فلسطين- في المؤامرات العربية- يسقط العراق- في المؤمرات العربية- يسقط السودان-في المؤامرات العربية- يسقط العرب- في المؤامرات العربية- بل وفي المؤتمرات العربية التي كم هو عدد المشاركين فيها الذين يأتون ووجوههم هي وجوههم? ‏

إنكم تقترحون, إذا, أن يعقد العرب (قمة الحقيقة). يخرجون منها برؤية نظيفة. هذه آثامنا, التاريخية والاستراتيجية, وقد وضعناها على الطاولة. كلنا آثمون. وقد قررنا, من الآن وصاعدا, ألا نقول الحقيقة فحسب بل وأن نعيش الحقيقة, نتفاعل معها ونفعل. ‏

فات الأوان على الحقيقة. ناموا..! ‏

 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 30283
القراءات: 30266
القراءات: 30263
القراءات: 30266
القراءات: 30268
القراءات: 30270
القراءات: 30268
القراءات: 30272
القراءات: 30277
القراءات: 30274
القراءات: 30251
القراءات: 30265
القراءات: 30279
القراءات: 30275
القراءات: 30257
القراءات: 30260
القراءات: 30287
القراءات: 30309
القراءات: 30271
القراءات: 30267
القراءات: 30277
القراءات: 30268
القراءات: 30270
القراءات: 30270
القراءات: 30270
القراءات: 30270
القراءات: 30267

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية