تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 3/8/2004
محمد علي بوظة
التطورات الخطيرة والأوضاع المأساوية التي ترزح الأرض المحتلة تحت وطأتها, وتواجهها جماهير الشعب الفلسطيني العزلاء بفعل العدوان الصهيوني المتمادي, والتصعيد العسكري لحكومة الإرهابي أرييل شارون, وإطلاق جنرلاتها يد الجيش بأسلحته البرية والجوية والاستخباراتية في الضفة الغربية وقطاع غزة, لتمعن فيها إحراقا وقتلا وتدميرا وتحولها إلى قاع صفصف لا حياة فيها, وذلك على أرضية حرب الإبادة والتصفية والإلغاء المشهرة والمستمرة, ما زالت رغم كل محاولات الإلهاء والتعتيم تفرض ثقلها وتلقي بظلالها على الوضع العام في المنطقة, وتنحو به في اتجاهات دفعت وتدفع الكثير من دول العالم والقوى المحبة للسلام فيه, إلى رفع الصوت وقرع نواقيس الخطر, والتحذير من العواقب والتداعيات التي يمكن أن يجرها استمرار اللامبالاة وعدم التصدي لهذه الحالة العدوانية الصارخة وشق الطريق إلى السلام الحقيقي.

وليس من باب التهويل والمبالغة القول: بأن حكومة الاحتلال الإسرائيلي قد تجاوزت في حربها الدموية القذرة ضد الشعب الفلسطيني, واستباحتها للأرض والمقدسات ولحريات وكرامات الناس, وإدمانها لسياسة القمع والتنكيل والاغتيال المبرمج للأطفال بالجملة في المدارس والشوارع والبيوت كل الخطوط الحمر. ‏

وسجلت قصب السبق في الإجرام والإرهاب المنظم وتسجيل نقاط التفوق على النازية, اذ تجاوزت أرقام الشهداء والجرحى في الجانب الفلسطيني حتى الآن, ومنذ اندلاع انتفاضة الأقصى العام 2001 الخمسة والخمسين ألفا, إضافة لآلاف المعتقلين وتجريف ومصادرة آلاف الدونمات وتدمير مئات المنازل وإزالة مخيمات وأحياء بكاملها وتسويتها بالأرض. ‏

وإسرائيل في نهجها الدموي هذا لا تستقوي بالدولة العظمى الحاملة صوريا لواء الدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان فحسب, وإنما تستغفل العالم وتستغل انشغاله بحروب التوسع والسيطرة الكونية المستعمرة أوارها في العراق وأفغانستان, للمضي قدما في مخططها الإجرامي ومشروعها التوراتي والتغطية عليهما, ومواصلة التهرب والتنصل من أي التزام تجاه السلام, عبر ممارسات وإجراءات تحاول رسم جغرافية جديدة وحدود تكرس سياسة الاحتلال والأمر الواقع, وامتلاك أوراق تفاوضية على غرار جدار الفصل العنصري, تسمح بالمحاصرة والخنق والتضييق والتفريغ وإملاء شروط الاستسلام وإسقاط الحق الفلسطيني والعربي, وتدخل الانسحاب إلى خطوط الرابع من حزيران العام 67 في باب المستحيلات حسبما أفصح شارون في تل أبيب مؤخرا أمام أعضاء من حزب الليكود الذي يترأسه. ‏

لقد أخذت حكومة شارون على عاتقها إنجاز مهمة ترهيب وترويع الشعب الفلسطيني وإركاعه, وذبحه جملة وتقسيطا وبصورة يومية إذا ما استمرت على هذا المنوال, فإنها لن تبقي على شيء وستجهز على البقية الباقية, بحيث لا يعود في الساحة من فلسطيني واحد يمكن اعتباره كطرف في عملية التفاوض أو معادلة السلام, وذلك هدف استراتيجي وضعته نصب عينيها, وتجهد والحلف الأميركي الداعم من أجل تحقيقه والوصول إليه تصفية للقضية الفلسطينية وشطبا لها من القاموس. ‏

وهذا ما يستوجب في المقابل ضرورة مسارعة المجتمع الدولي ومؤسساته ودوله كافة للأخذ بزمام المبادرة والتصدي الفاعل والحازم للإرهاب الصهيوني, ومنعه من استكمال أجندته السياسية والعسكرية صونا لهذه المنطقة والأمن والاستقرار والسلام العالمي, من الفوضى والغرق أكثر في دوامات الحروب والدم. ‏

 

 محمد علي بوظة
محمد علي بوظة

القراءات: 30285
القراءات: 30270
القراءات: 30307
القراءات: 30273
القراءات: 30269
القراءات: 30271
القراءات: 30270
القراءات: 30271
القراءات: 30272
القراءات: 30274
القراءات: 30275
القراءات: 30272
القراءات: 30277
القراءات: 30272
القراءات: 30266
القراءات: 30275
القراءات: 30276
القراءات: 30281
القراءات: 30272
القراءات: 30275
القراءات: 30283
القراءات: 30276
القراءات: 30271
القراءات: 30270
القراءات: 30268
القراءات: 30273
القراءات: 30284
القراءات: 30273
القراءات: 30274
القراءات: 30270
القراءات: 30285
القراءات: 30273
القراءات: 30268
القراءات: 30269
القراءات: 30282
القراءات: 30275
القراءات: 30267
القراءات: 30296
القراءات: 30278
القراءات: 30270
القراءات: 30278
القراءات: 30281

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية