ومما لاشك فيه بأن الزيارة التاريخية للرئيس بشار الأسد الى الصين ستدفع بالعلاقات الى مستواها اللائق, بما ينسجم مع عراقة الصلات ومع تطلعات الشعبين.
وستشهد السنوات القادمة ارتفاعاً ملحوظاً بقيمة التبادل التجاري واتساعاً في جوانب التعاون المشترك على مختلف المستويات السياسية والاقتصادية وكذلك التكنولوجية بالنظر لتراكم الخبرات التقنية التي عكف المعنيون على توسيعها وتوطينها والاستفادة القصوى منها في السباق التكنولوجي الذي يشهده عالم اليوم .
برنامج نوعي وحافل أعد خصيصاً للزيارة التاريخية التي يقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته الى الصين الشعبية, وسلسلة من الاتفاقات الثنائية يجري اعدادها بين الفريقين تتناول مختلف جوانب التعاون الثنائي تمهيداً لتوقيعها في قاعة الشعب الكبرى بحضور الرئيس بشار الأسد والرئيس الصيني هوجينتاو.
الاستقبال الذي اعد للسيد الرئيس وللسيدة عقيلته حار مع ان الطقس معتدل, والتنظيم الدقيق الذي نفذته المراسم الصينية بالتنسيق مع المراسم السورية يشير الى طبيعة الشعب الصيني الذي يعشق النظام والتنظيم وضبط الزمن على الاداء الصيني, بحيث يكون الوقت اداة بيد الصيني وليس العكس, وقد تتخلف الساعة عن دقاتها إلا ان العامل الصيني لا يتخلف عن ادائه.
والبرنامج نوعي وحافل بالمواعيد والمقابلات والاجتماعات والمباحثات السياسية والاقتصادية الموسعة والثنائىة والتي ستتوج بتوقيع اتفاقات جديدة , وتجديد اتفاقات قديمة يصل بعضها الى مطلع تسعينيات القرن الماضي, حيث اهتمت الصين بدفع التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين وسورية.
الاوساط السياسية والصحفية الصينية والعربية التي توافدت الى بكين تولي الزيارة التاريخية اهمية خاصة لعدة اسباب, لعل من ابرزها الوضع الدولي والاقليمي المتوتر وانعكاسات السياسات الاميركية على شعوب منطقة الشرق الاوسط واحتلال العراق وتدهور الاوضاع في فلسطين جراء سياسات الارهاب الصهيوني.
ذلك ان الزيارة توفر المناخ الملائم لمناقشة هذه الامور وتحديد المواقف منها والبناء على هذه المواقف في المرحلة السياسية القادمة.