لابد من التأكيد على جملة مفاهيم شكلت فيما بعد تصورات حللها المختصون في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية للوقوف على اهم الاسباب للنجاح الذي حققته حرب تشرين المجيدة,ومجمل ماتم التأكيد عليه هو الاستعدادات التي تمت وحالة الانسجام والتناغم بين الجماهير والقيادة ,والتي شكلت لحمة وطنية قلَّ مثيلها ساهمت بتحرير الانسان العربي من حالة الخوف التي كانت سائدة آنذاك, اضافة الى المعطيات الاقتصادية والتي أثبتت جدواها من خلال استخدام سلاح النفط ليشكل رديفاً قوياً للقوة العسكرية.
ستبقى روح تشرين ونهج القائد الخالد المدرسة التي تعلم أجيالنا القادمةأبجديات النضال والتضحية والعزيمة التي لاتلين لتحقيق الانتصار وصون الحرية ,فقد كانت قومية المعركة والالتفاف الجماهيري الذي شكل مقومات النجاح دليلا قويا على صدق ونبل مشاعر الشعب العربي وايمانهم المطلق بوحدة المصير والارض.
لابد من القول إنه بعد مرور واحد وثلاثين عاما ,ظلت حكايات وبطولات تشرين ماثلة في ضمائر العرب ووجدانهم, حولوها الى قصص وملاحم لتكون العلامة المضيئة في تاريخ العرب المعاصر تمشي على هداها الاجيال القادمة, ويستمدون من ذكراها عزيمة الفداء في سبيل الكرامة والارض, وبقي الشارع العربي ينبض بروح تشرين وذكرياته عبر الكتابات التي خلدت تلك البطولات وتناولتها بأسلوب ادبي وتحليلي لجميع الوقائع والظروف السائدة آنذاك, والتي أكدت على عمق الوعي الذي تحلى به الانسان العربي, كل هذا يؤكد على قدرة العرب التي تجلت في توحيد امكانياتهم لمواجهة الخطر الذي يهدد الامة, تلك الحالة شكلت عنوانا بارزا اخذ حيزا واسعا في الصحافة العالمية آنذاك, والدراسات التي تحدثت بمجملها عن قوة الامكانيات العربية عندما تتضافر, ومدى تأثيرها في تغيير مسار الاحداث, فكانت المحاولات اللاحقة تركز على تأجيج الخلافات العربية والمحاولات المستميتة لمنع ظهور اي حالة تحقق الانسجام والوفاق بين الاقطار العربية.
واذا كانت امتنا تمر في أحلك الظروف صعوبة, فإن عمقها الثقافي والتاريخي وانجازاتها العلمية على مر العصور, وصفحات نضالها التي خلدها التاريخ ,مخزون هام يدفعها الى تجديد ذاتها ومتابعة مسيرة النضال, رافضة الاستسلام والخضوع للضغوط والافكار التي تتعرض لها, وستبقى روح تشرين الشاهد الحي الذي يذكر العرب دائما بعظمتهم وقوتهم عندما يوحدون ارادتهم ويسخرون امكانياتهم لمصلحة الامة, هذه الروح هي الكفيلة بتحرير الانسان العربي وخلق واقع عربي قادر على مواجهة كل التحديات,ومن هنا كان دائما الرهان ومازال على الارادة العربية وتفجير طاقاتها وقدراتها, وهذا ماتحرص عليه سورية دائما بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد من خلال الارتقاء بالعلاقات العربية وعلى جميع الاصعدة عبر التواصل الدائم والتنسيق المستمر مع الاشقاء العرب ايماناً منه بوحدة المصير, وتأكيده الدائم على الوحدة الوطنية التي تشكل اسباب النجاح لمفهوم التطوير والتحديث.