واليوم تبدو الإرادة العربية أمام تحديات جديدة وناجزة تفرضها مختلف الظروف التي تحيط بنا, وعلى مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
تحديات تفرض علينا أن نجد في الإرادة, كمفهوم وفعل, ما يساعدنا على إدراك الواقع بمعطياته الحقيقية ومواجهته بما يستلزم من إعداد للذات يؤكد قدرتها على الفعل والبناء حاضرا ومستقبلا.. وذلك هو الرهان والتحدي الكبير الذي يجب أن يكون واضحا لأن التحديات المختلفة تشكل جزءا لا يستهان به من معركة البناء المطلوبة على الصعيدين الداخلي والخارجي.
ولعلنا ندرك جيدا أن البناء الداخلي الذي يقوم على أسس وطنية وعلى أسس الحرية والكرامة والمساواة, يشكل حجر الأساس في بناء الإرادة المشتركة لأي مجتمع يطمح إلى تكوين لوحة واحدة ومنسجمة من مجموع الفسيفساء التي تنضوي في ظل ذلك المجتمع..
مثل هذه الإرادة نحتاجها اليوم, كما كنا نحتاجها فيما مضى.. بل لعلنا نحتاجها اليوم أكثر مما مضى..