تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 29/ 11/2004م
بشار محمد الحجلي
(صديقك من صدقك لا من صدّقك) هذه مقولة أثبتت جدواها أمام ما مر بالناس من تجارب وحملت في ثناياها العبر الكثيرة التي تحافظ على الترابط بين المسؤول ومنتقديه,

ورغم قناعتنا بأن الكثير من المسؤولين قد سدوا آذانهم عن الأصوات التي تحاول تصويب الأخطاء في عملهم الإداري, لأنهم أحيطوا بمجموعة من المطبلين والمزمرين الذين يزينون الدنيا لهذا المسؤول, ويسدون آذانه عن سماع غير صوتهم, فترتفع أصواتهم بالتهليل والإعجاب لأي تصرف يقوم به, ويصفونه بالقرار الصائب لدرجة أن أي رأي مخالف من أي شخص كان محيطا بهذا المسؤول أو قريبا منه بحكم علاقة العمل, تكون عواقبه صعبة للغاية تصل إلى حد الضغط المباشر والإبعاد المؤقت إن لم نقل التهميش, وكم من هؤلاء دفعوا ثم صدقهم نتيجة لضربات المنافقين الذين أتقنوا فن الإنحناء, وتزييف الواقع طلبا للمزيد من رضا السادة, وتمكيناً لمسؤولياتهم على اختلاف مواقعها.‏‏

فكم من مهندس يتمتع بالخبرة والكفاءة وقد بينت الوقائع والتجارب العملية تفوقهم في مجال العمل, والجميع يعرف هذه الحقيقة.‏‏

عندما يقدم رأياً لمسؤول أصم يدفع ثمن هذا الرأي, فيتم تهميشه في حين يرتفع المنافقون حضوة ومكانة لدى هذا المسؤول.‏‏

وكم من موظف نظيف يجتهد من أجل عمله ويفني عمره في سبيل تحقيق نجاح يتلمسه الآخرون هنا وهناك, فهمه الأول أن يرضي ضميره, لهذا تراه لايسكت عن خطأ مهما كان ويجاهد لتوصيل رأيه لأصحاب القرار, فإن انتقد وقعت على رأسه أسوأ العواقب, وإن سكت حسب قناعته فإنه يساهم في عمل تخريبي ينعكس سلبا على طبيعة العمل وعلى استمراريته ونتائجه, ومع ذلك يؤثر الكلام على السكوت..‏‏

فيسبقه فريق المقربين ليضعوا (معلمهم) بصورة مخالفة ويكثرون من الحديث عن النوايا المبيتة لهذا الموظف فيساهمون في الوصول إلى رأي مسبق في كل ما سيقوله.. لهذا نراه يعود منكسرا يلوك غيظه ولايدري لمن يتحدث ?!‏‏

الحالات هذه تتكرر باستمرار لكن المنطق يقول إن الخطأ لن يستمر إلى ما لانهاية فهناك من يستمع ويحكم ضميره الوظيفي وعقله, ويغلق آذانه عن أصوات المفسدين فيضع الأمور في حقيقتها ويقرب أصحاب الرأي السليم ويناقشهم , ويستفيد منهم ولاينزعج في الرجوع عن خطأ قام به لأسباب مختلفة.. عندها ستسير سفينة البناء إلى تحقيق أهدافها وتكتمل عملية التنمية بأحسن فصولها.. وكم من الأمثلة صادفت الكثيرين من خلال عملهم الطويل, وكم من المعطيات التي قلبت صور الواقع الزائف بمجرد سماع رأي صادق ومسؤول فأعادت الأمور إلى نصابها الصحيح, وانطلقت عملية المحاسبة تعطي لكل ذي حق حقه, وتحاسب المقصر أو المخادع وتضع برامج عمل تنطلق من الإحساس بالمصلحة العامة ومصلحة الوطن..‏‏

هنا تكون الأمور اكتملت على ما هو مطلوب, ويعود الحق سلطانا.. فينتصر الصدق والإصلاح الحقيقي.. إذ لايمكن أن ينطلق مركب الإصلاح دون أن ننظف مابداخل البيت أولا.‏‏

 

  بشار الحجلي
بشار الحجلي

القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30384
القراءات: 30382
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30384
القراءات: 30382
القراءات: 30382
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30393
القراءات: 30380
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30384
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30381
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية