تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الاثنين 29/ 11/2004م
مصطفى المقداد
لم أشأ أن اسميها مؤامرة لكثرة ما ترددت حتى غدت كلمة ممجوجة مكروهة, ولكنني في حقيقتي مقتنع بوجودها وأعتبرها العامل الأهم الذي يحكم وينظم العلاقات الخاصة والعامة, على المستوى المحلي والعالمي.

ولن أدخل أو أخوض بالحديث عن المؤامرات الخارجية التي تحاك ضد بلادنا, ولن أتطرق أو أشجب المتآمرين بالصمت على تلك المؤامرات, لأنني سأحاول الخوض في ممارسي مؤامرة الصمت في مؤسساتنا وهيئاتنا الحكومية, بحيث يتغاضون عن جميع الانتقادات والإشارات التي تتناول أداءهم وتقصيرهم أو إساءتهم في بعض الأحيان.‏

ويبدو أن هؤلاء المتآمرين يدركون حقائق كثيرة أهمها أن الزمن وحده كفيل بخلق النسيان, وأن معظم الناس وخاصة المسؤولون لايقرؤون جيدا ولايتابعون ما ينشر أو يكتب لأن لديهم اهتمامات أوسع, وأكثر فاعلية..‏

وكثيرا ما نكتب تحقيقات صحفية أو نورد تقريرا موجزا يتناول توصيفا لحالة سائدة في إحدى مؤسساتنا العامة ينبغي تجاوزها وإصلاحها ومحاسبة القائمين عليها, والمتسببين فيها, ونعتقد أن كبار المسؤولين سيقيمون الدنيا ويقعدونها على رؤوس المتسببين بتلك الحالة.‏

وقد اعتاد المتمرسون في تجاوز الانتقادات على التفنن في اختلاق المبررات التي تعتمد الصمت أساسا في الحل.‏

ورغم أهمية هذه الحالة التي يتم تجاوزها عبر مؤامرة الصمت, إلا أن حالة أكثر وأشد إلحاحا يتم التعامل معها بالطريقة ذاتها, ولكن المتعاملين في هذه الحال ليس من الضرورة أن يكونوا ممن يضطلعون بجهات رسمية, ويجلسون فوق كراسي تهبهم بعضا من المكاسب, وتمنحهم الكثير من السلطات والمزايا, لكنهم يتوزعون في جميع المواقع والأماكن على امتداد مساحة الوطن, فغالبا ما يتم طرح أفكار ومقترحات تطول حياتنا, وتمس بصورة مباشرة قضايانا المعاشية أو المصيرية, كما تطول أحيانا معتقداتنا والأيديولوجيات التي درجنا على الإيمان بها تسليما وقناعة طفولية لايغيرها طارى ء أو دخيل.‏

في هذه الحال حيث يتوجب الرد والدخول في سجال وحوار ونقاش وصولا إلى تحقيق الغاية الأسمى في الوصول إلى الحقيقة, لكننا نجد المعنيين أو من يعول عليهم الاهتمام بتلك القضايا والمسائل يعزفون عن الخوض فيها أو التعرض لها, مكتفين بممارسة (حلية الصمت), على مبدأ (قصري يكفيني).‏

والغريب في الأمر عدم وجود مدافع أو داع يرفع صوته مطالبا بضرورة الرد وعدم اللجوء إلى حلية التجاهل والصمت يتجاوز المسألة المطروحة, وكأن طرحها لم يكن إلا مجرد صرخة في واد, في حين كان المبتغى أن تكون مجالا للحوار المنتج الذي يفضي في النهاية إلى الارتقاء بالواقع عموما إلى مرحلة أفضل, وتجاوز المشكلات الطارئة أو الكامنة.‏

صرخة تطلق في مواجهة الصمت القاتل والمدمر, ذلك الصمت الذي يعتمده المتجاوزون والمرتكبون أساسا في مواجهة حالات الصدق والنزاهة.. وكل الاعتقاد أن الصدى لابد سيأتي يوما بجديد..‏

 

 مصطفى المقداد
مصطفى المقداد

القراءات: 30388
القراءات: 30388
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30396
القراءات: 30402
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30395
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30392
القراءات: 30381
القراءات: 30391
القراءات: 30393
القراءات: 30389
القراءات: 30389
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30394
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية