أبجد هوز - ديانا جبور

تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأثنين12/7/2004
ديانا جبور
في الوقت الذي يؤجج فيه الجهل العداء للعرب, ليس في أمريكا فقط, إنما في أوروبا الرصينة المثقفة أيضا, كما هو الحال مع الاعتداءات التي تستهدف الجالية العربية في هولندا أو إيطاليا أو ألمانيا.. في هذا الوقت, يتدفق الفرنسيون بمعدل مليون شخص سنويا على مبنى المعهد العربي في باريس للتعرف على الثقافات العربية... بل كأن بعض الزوار يشعرون بالتقصير, فيندفعون للمعايشة بدل الإطلالة, فكان أن زاد عدد المتعلمين للغة العربية من مائة إلى ألف وخمسمائة طالب كل عام.

ومرد هذا التميز لا يعود إلى تفوق في طبيعة الفرنسيين على سواهم من الأوروبيين, بل يعود حسب جزم مدير المعهد العربي د. ناصر الأنصاري الى فاعلية هذه المؤسسة العريقة رغم الصعاب الجسام التي تواجه عملها.‏

والمفارقة أن هذه الصعاب تأتي من الضفة العربية.. فقد نجح المعهد كما يؤكد رئيسه السيد داني بوشار في حشد التأييد الفرنسي, وهو ما يعني بلغة الأرقام, إعانة بمقدار مليون يورو العام الفائت.. في حين مازالت عدة دول عربية تحجم عن تسديد التزاماتها, مما يعني غياب اسمها عن لائحة نشاطات المعهد, كما الحال مع الجماهيرية الليبية أو العراق.. والدولتان لم تسددا التزاماتهما منذ أكثر من خمسة عشر عاما على ذمة المصادر.. وهكذا استفرد الإعلام الموجه بتسويق صورة غير منصفة عن البلدين نفسيهما شعبا وثقافة وحضارة.. مع أن الواقع يختلف كثيرا.‏

لقد ساهم المعهد كما أعلن في مؤتمر صحفي نظم على هامش مهرجان السينما العربية في اطلاق عام الجزائر في فرنسا, لكن ليس دون إرادة سياسية مشتركة.. وإذا علمنا أن هذه النشاطات ستجول خلال العام مختلف أنحاء فرنسا, وتضمن متابعة جزء من بضعة ملايين من الزوار لعاصمة النور كمركز تنوير ثقافي.. لعلمنا مقدار الفائدة التي ستجنيها الجزائر وكذا فرنسا لجسر الهوة المفتعلة بين الشرق والغرب.‏

نعم إنها دعوة لتفعيل حضورنا السوري في فرنسا عبر قناة المعهد العربي في باريس.‏

ديانا جبور
ديانا جبور