لو سمعوا دمشق أو لو سمعوا صوت القلب.. لما وقعت الحرب العراقية الإيرانية ويالها من كارثة.. ولما وقعت الحرب الأهلية اللبنانية.. ولما احتلت الكويت.. ولما تراجع التضامن العربي.. ولما انتشر الإرهاب.. ولما كانت حكاية أسلحة الدمار الشامل.. ولما كانت الحرب على العراق..
اقرؤوا الأحداث جيدا.. واقرؤوا مواقف سورية في ذلك كله.. والحكاية ببساطة أن صدق القلب وثباته حقق صدق الموقف ومصداقية السياسة..
لو سمعوا صوت دمشق وصدق القلب لما تراجع مشروع السلام للمنطقة..
هل أنا الذي أقول ذلك?
نعم.. ولكن ليس لوحدي.. وآخر الشهود على ذاك الصدق وتلك المصداقية, الرئيس الأمريكي كلينتون في كتابه الأخير الذي يحوي مذكراته.. وتهادت بعده المواقف من أمريكا وحتى من إسرائيل, وكان آخرها دينيس روس.. والجميع قالوا:
كانت سورية صادقة في مشروع السلام.. وكانت إسرائيل كاذبة.
والسبب أن دمشق بصدق القلب ونبل العقل توجهت إلى مشروع السلام, على أساس أن هناك راعيا للسلام متبنيا له وداعما.. لكنهم على الجانب الآخر اتجهوا إلى السلام وهم يخشونه وإلى اليوم يخشونه.. وفي محاولة لتجاوز سورية في مشروع السلام, عجزت كل اتفاقات السلام ومعاهداته أن تحقق السلام.. من كامب ديفيد إلى أوسلو.. وها هم اليوم يعودون إلى خيار غزة أولا.. تماما كالتاجر المفلس يفتش في الدفاتر القديمة.
صحة السياسة, صدق الرؤية تؤكد.. أن مصالح سورية هي في السلام.. والأمان.. وسيادة الدول.. وحرية الشعوب في هذه المنطقة وفي العالم عن ذلك تبحث ومن أجل ذلك تعمل.. وطبعا يدخل في إطار ذلك سلامها وأمنها وسيادتها ولكل معادلة طرفان.. وعندما يصدق أصحاب مشاريع السلام والحرية والأمن ومكافحة الإرهاب والتنمية, في توجهاتهم لن يجدوا أقرب من سورية لذلك كله. وكفى افتراء وتجنيا على الحقيقة, كيلا تتأخروا في اكتشاف صدق ومصداقية السياسة السورية..
اليد السورية ممتدة والعقل مفتوح للحوار.. ما تريده دمشق, هو مشروع لاستقرار المنطقة وأمنها والسلام فيها.