ففي الوقت الذي اعتمد القانون مبدأ العقد شريعة المتعاقدين فقد أعطي الحق للمالك باستعادة عقاره المؤجر بعد ثلاث سنوات, وقدم هدية كبيرة للمستأجر في حقه بالحصول على 40% من قيمة العقار المستأجر, وبذلك صار المستأجر وريثا, شرعيا, وربما شريكا غير متضامن مع صاحب العقار.
ومنذ ذلك التاريخ ورغم وضوح مواد القانون وتفصيلاتها لاتزال المحاكم السورية تشهد الكثير من الدعاوى والمظالم التي يتصدرها مالكون بحق مستأجرين لديهم, الأمر الذي يؤكد أن القانون المذكور لم ينه القضية بين الطرفين ولم يحسمها بالشكل الذي يحقق العدالة المطلوبة.
ومبرر الحديث عن هذا الأمر أن مجموعة »المتضررين« أرسلوا إلينا ما أسموه بالمعاناة طويلة المدى مع مستأجرين, شاركوهم منازلهم لسنوات طويلة, وتمسكوا بها مطالبين بحقوق أكدها القانون 6 ليترك ما استأجروه, وزادوا على ذلك بأن أصبحوا مصدر قلق لأسرة المالك بسبب حاجة الأخير إلى التوسع في منزله ليستوعب أولاده الشباب الذين تزوجوا وصار لبعضهم عائلات وأطفال, مؤكدين أنهم لايطالبون بإخلاء المستأجر لغرض التجارة أو البيع, ولالغرض تأجير آخرين بأسعار مرتفعة.. ولأنهم لايملكون من هذه الدنيا غير منزل مكون من عدة غرف لم يعد يستوعب الأسر التي تقطن فيه, لأن أسرة المستأجر كبرت أيضا, والحلول في التفاهم بين الطرفين انعدمت إن لم نقل وصلت إلى طرق مسدودة.
بالمقابل يأتي صوت آخر يقول ماذا أفعل وأسعار تأجير العقارات صارت عالية جدا وليس من السهل تأمين سكن بديل يستوعب أفراد الأسرة الجديدة, ولهذا من غير المنطقي أن ألقى إلى الشارع من أجل أن يتوسع المالك طالما أنني ملتزم بدفع ما اتفق عليه من الأجار.
حديثنا هنا عن البيوت السكنية التي تحمل /طابو زراعي/ وهي ضمن مناطق المخالفات وفيها تبدو المشكلة أكثر وضوحا بين المالكين والمستأجرين خاصة وأن الطرفين يقدمون مبرراتهم, ولاينتظرون أن يحسم القضاء المشكلة لأنهم يريدون حلا عاجلا ومنطقيا ينصف جميع الأطراف لا أن يطول بهم الانتظار سنوات أخرى لتقول المحاكم كلمتها.
والأكثر من ذلك أن بعض المستأجرين /الأمثلة موجودة/ أعجبهم ماهم عليه فصاروا يتاجرون بشراء الشقق وبيعها تاركين المالك يتخبط ويناشد العدالة الاجتماعية أن تنصفه خاصة وأن الكثير من المالكين لايملكون قيمة ما يطلبه المستأجر..
فإلى متى تستمر مثل هذه المسألة المعلقة, وأين الحلول التي يسترجع فيها المالك المضطر منزله دون أن يشارك المستأجر قيمة بيته الذي أشادة بعرق العمر وبقائمة طويلة من الديون?!