إن بلدنا من أجمل بلدان الدنيا وهي من بين الدول القلائل التي تضم تنوعا سياحيا فريدا... ففيها مواقع أثرية نادرة من بصرى إلى دمشق إلى تدمر إلى إيبلا إلى أفاميا إلى أوغاريت إلى عمريت إلى حصن سليمان إلى القلاع والحصون.. وفيها المغاور السياحية... وفيها بحيرات السدود... والينابيع... وفيها الجبال والغابات الطبيعية والاصطناعية.. وفيها المدن المطلة على البحر... وجزيرة أرواد وفيها الكثير ومع ذلك نجد أن الجهات العامة أو الخاصة أو المشتركة أو التعاونية التي تعنى ببرامج السياحة الداخلية غير موجودة بالشكل المطلوب.. ولا بالحد الأدنى من هذا المطلوب رغم أن عطلة اليومين تساعد على تطوير هذا الجانب كثيرا!!
مناسبة هذا الكلام (الذي لا يحتاج إلى مناسبة) تأثري الكبير بما شاهدته يوم الجمعة الماضي عندما زرت مع مجموعة أصدقاء أحد المواقع الأثرية القريبة من بلدة القدموس وتحديدا في قرية (كاف الجاع).. إنه (جبل القضبون) الذي يرتفع عن سطح البحر 1198 مترا بالتمام والكمال... وتأثري هذا يعود لسببين الأول: جمالية الموقع والمعالم ا لتي يضمها... والثاني: الإهمال وغياب اهتمام الآثار أو السلطات المعنية به!!!
لقد اكتشف (معبد القضبون) عام 1988 عندما عثر المواطن علي حسون على تمثال الإله (بعل) إله المطر في قمة الجبل وهو يقوم بحراسة أرضه هذا التمثال الذي يعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد (محفوظ حاليا في متحف طرطوس).... وبعد الاكتشاف جرت أعمال تنقيب في الموقع عام 1989!
أسفرت عن اكتشاف أجزاء من معبد الإله بعل... وعن العثور على مجموعة من اللقى الأثرية الهامة... ثم توقفت التنقيبات لأسباب مالية أقل ما يقال فيها أنها غير موضوعية وغير حضارية وغير وطنية.
أخيرا يقول المثل الشعبي (مزمار الحي لا يطرب....) ولا ندري إن كان هذا هو سبب عدم (طربنا) و(طرب) الجهات ذات العلاقة لدينا بآثارنا.. ومواقعنا.. وملاحظاتنا.. واقتراحاتنا?!!