فطريقة الهروب الى الأمام التي ينتهجها الطرفان منذ ان بدأت تتكشف حقائق كذب استحواذ العراق على أسلحة الدمار الشامل او صلاته بالقاعدة ,لم تعد تستوعب التداعيات السياسية والأمنية لاحتلال العراق على الصعيدين الداخلي والخار جي ,وللأسف كانت أجهزة الاستخبارات المرتبطة مباشرة برئاسة الحكومة البريطانية وبالبيت الابيض كبش, الفداء في هذه القضية بالنسبة لبلير وبوش , للدور الذي لعبته في الحرب على العراق ,وتسويق المعلومات الزائفة لخدمة الأغراض السياسية للإدارة الأميركية تحديدا في منطقة الشرق الاوسط خصوصا والعالم عموماً .
فالمعلومات الواردة من واشنطن ولندن بخصوص التحقيقات حول مبررات الحرب على العراق , تشير بوضوح الى أن هذه الحرب جاءت كنتيجة لتفكير جماعي وسياسي بالدرجة الاولى, قبل ان يكون استخباراتياً وان اتهام وكالة المخابرات المركزية بالفشل والمبالغة والخطأ من قبل لجنة مجلس الشيوخ ,هو ايضا نتيجة اتفاق بين الاعضاء الجمهوريين والديمقراطيين في هذه اللجنة لحسابات سياسية وانتخابية ,وجاء كحل وسط بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين دعموا قرار شن الحرب في الكونغرس ,تفاديا لتحمل المسؤولية المشتركة عنها في وقت تتسارع فيه الأحداث مع قرب الاستحقاق الانتخابي على الرئاسة الأميركية والنصفية التشريعية.
من حسن الحظ ان ازدياد سخونة الصراع على كرسي البيت الأبيض بين بوش وكيري تكشف مدى هشاشة التحقيقات التي أعلنت حول كذب مبررات الحرب , والمسؤول عنها وتأتي تصريحات كبرى الاخيرة في صحيفتي الواشنطن بوست ونيوريوك تايمز والتي اقر فيها بدعم حزبه للحرب وبأن بوش خدع الاميركيين وشوه الحقائق الاستخباراتية كإثبات ودليل على ان الاستخبارات كانت بمثابة الادارة , لدعم قرار الحرب من قبل بوش وبلير ,ومسؤوليتها في هذا الشأن جزء من المسؤولية الجماعية التي تتحملها الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس بوش والحكومة البريطانية وعلى رأسها بلير.
فالأدلة على تدخل البيت الابيض في عمل وكالة المخابرات المركزية عديدة ,ومنها تأكيد جون ادواردز العضو البارز في لجنة الاستخبارات بأن ديك تشيني مارس ضغوطاً كبيرة على الوكالة , لتحريف تقاريرها بما يسمح ويبرر الحرب على العراق .
وانطلاقا من ذلك ,الرئيس بوش وطوني بلير ,وغيرهما ممن ساهموا باتخاذ قرار الحرب هم من خدعوا اجهزة الاستخبارات وشعوبهم وتاليا هم من يتحملون مسؤولية كذب مبررات الحرب سياسيا وقانونيا وأخلاقيا .