تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 13/7/2004
أحمد ضوا
تتجه الإدارة الأميركية والحكومة البريطانية في التحقيقات التي تجري بشأن مبررات الحرب على العراق الى إغلاق هذا الملف قبل الانتخابات المقررة في الولايات المتحدة ,بعد أشهر وفي بريطانيا العام القادم بإلقاء المسؤولية على اجهزة الاستخبارات ,في كلا البلدين وبعض المصادر الخارجية التي كانت على صلة وثيقة بصانعي القرار في البيت الابيض والبنتاغون ليبدو الأمر وكأن هذه المؤسسات الاستخباراتية والتي تشكل العصب الأساسي في العمل السياسي الأميركي والبريطاني لاصلة لها بالبيت الأبيض وداون ستريت .

فطريقة الهروب الى الأمام التي ينتهجها الطرفان منذ ان بدأت تتكشف حقائق كذب استحواذ العراق على أسلحة الدمار الشامل او صلاته بالقاعدة ,لم تعد تستوعب التداعيات السياسية والأمنية لاحتلال العراق على الصعيدين الداخلي والخار جي ,وللأسف كانت أجهزة الاستخبارات المرتبطة مباشرة برئاسة الحكومة البريطانية وبالبيت الابيض كبش, الفداء في هذه القضية بالنسبة لبلير وبوش , للدور الذي لعبته في الحرب على العراق ,وتسويق المعلومات الزائفة لخدمة الأغراض السياسية للإدارة الأميركية تحديدا في منطقة الشرق الاوسط خصوصا والعالم عموماً .‏

فالمعلومات الواردة من واشنطن ولندن بخصوص التحقيقات حول مبررات الحرب على العراق , تشير بوضوح الى أن هذه الحرب جاءت كنتيجة لتفكير جماعي وسياسي بالدرجة الاولى, قبل ان يكون استخباراتياً وان اتهام وكالة المخابرات المركزية بالفشل والمبالغة والخطأ من قبل لجنة مجلس الشيوخ ,هو ايضا نتيجة اتفاق بين الاعضاء الجمهوريين والديمقراطيين في هذه اللجنة لحسابات سياسية وانتخابية ,وجاء كحل وسط بين الجمهوريين والديمقراطيين الذين دعموا قرار شن الحرب في الكونغرس ,تفاديا لتحمل المسؤولية المشتركة عنها في وقت تتسارع فيه الأحداث مع قرب الاستحقاق الانتخابي على الرئاسة الأميركية والنصفية التشريعية.‏

من حسن الحظ ان ازدياد سخونة الصراع على كرسي البيت الأبيض بين بوش وكيري تكشف مدى هشاشة التحقيقات التي أعلنت حول كذب مبررات الحرب , والمسؤول عنها وتأتي تصريحات كبرى الاخيرة في صحيفتي الواشنطن بوست ونيوريوك تايمز والتي اقر فيها بدعم حزبه للحرب وبأن بوش خدع الاميركيين وشوه الحقائق الاستخباراتية كإثبات ودليل على ان الاستخبارات كانت بمثابة الادارة , لدعم قرار الحرب من قبل بوش وبلير ,ومسؤوليتها في هذا الشأن جزء من المسؤولية الجماعية التي تتحملها الإدارة الأميركية وعلى رأسها الرئيس بوش والحكومة البريطانية وعلى رأسها بلير.‏

فالأدلة على تدخل البيت الابيض في عمل وكالة المخابرات المركزية عديدة ,ومنها تأكيد جون ادواردز العضو البارز في لجنة الاستخبارات بأن ديك تشيني مارس ضغوطاً كبيرة على الوكالة , لتحريف تقاريرها بما يسمح ويبرر الحرب على العراق .‏

وانطلاقا من ذلك ,الرئيس بوش وطوني بلير ,وغيرهما ممن ساهموا باتخاذ قرار الحرب هم من خدعوا اجهزة الاستخبارات وشعوبهم وتاليا هم من يتحملون مسؤولية كذب مبررات الحرب سياسيا وقانونيا وأخلاقيا .‏

 

 أحمد ضوا
أحمد ضوا

القراءات: 30282
القراءات: 30272
القراءات: 30279
القراءات: 30272
القراءات: 30274
القراءات: 30274
القراءات: 30274
القراءات: 30279
القراءات: 30288
القراءات: 30251
القراءات: 30274
القراءات: 30278
القراءات: 30282
القراءات: 30268
القراءات: 30277
القراءات: 30275
القراءات: 30272
القراءات: 30279
القراءات: 30275
القراءات: 30280
القراءات: 30267
القراءات: 30289
القراءات: 30269
القراءات: 30281
القراءات: 30277
القراءات: 30280
القراءات: 30277
القراءات: 30274
القراءات: 30283
القراءات: 30275
القراءات: 30273
القراءات: 30305
القراءات: 30272
القراءات: 30278
القراءات: 30281
القراءات: 30274
القراءات: 30272
القراءات: 30272
القراءات: 30278
القراءات: 30274
القراءات: 30272
القراءات: 30266
القراءات: 30275
القراءات: 30273
القراءات: 30271
القراءات: 30279
القراءات: 30273
القراءات: 30268
القراءات: 30274
القراءات: 30269
القراءات: 30268
القراءات: 30274
القراءات: 30269
القراءات: 30279
القراءات: 30274

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية