فإذا كان المواطن يدرك تماما ماذا يعني أن يكون فاعلاً وفعالاً في كل مايتعلق بشؤون الحاضر والمستقبل, فلابد ان تتحدث عن تلك التحولات التي ميزت هذه المرحلة وصاغتها ثوابتا وطنية وقومية ومنهج عمل اقتصادي شامل, ينطلق من ضرورات الحياة ويتطلع الى مستقبل زاهر لايكون بالوعود ولا بالآمال التي لاتستند الى معطيات واقعية فكانت المصارحة الوطنية والصراحة في الحديث عن مشكلات الاقتصاد والمجتمع والدعوة لإشراك الناس في الوصول الى أسس واثقة, لبدء مسيرة لاتقل أهمية عن سابقتها تنطلق من أحقية الانسان في صياغة مستقبله ومناقشة مايدور حوله من القضايا التي تتعلق برسم ملامح هذا المستقبل وتؤسس لثقافة عامة تؤكد على أن يمارس كل انسان دوره في عملية البناء والرقابة التي تنقد ولا تنتقد, والمحاسبة تسمي الأمور بمسمياتها في ظل سلطة القانون, أبعادها الانسان.. وأساسها الانسان .
ومن هذا المنطلق كان الخطاب السوري لايستند الى الفراغ ولايقوم على أمنيات تطمئن اليها آذان الناس, بل كان صريحا شفافاً يدعو بثقة الى مواجهة أمراض الاقتصاد ويدعو الى تصويب الأخطاء , وتعزيز مسيرة البناء الاقتصادي والاستفادة من عامل الزمن وتسخير الطاقات الانتاجية كاملة لتقوية هذه المسيرة .
ولأن الصراحة والشفافية كانت العنوان الأبرز , فإن المسؤولية لاتقل أهمية عن هذه الثوابت, من هنا جاء التركيز على الاعتراف بأوجاع الوطن والمواطن والعمل على تذليلها, واستنهاض عوامل القوة فيها.. هذه المسؤولية التي نفهمها وسورية تدخل عامها الخامس مع مسيرة التحديث والتطوير, بالمزيد من المصارحة والصراحة وعدم السكوت على الأخطاء, وعلى مرتكبيها , والتفاؤل بالمستقبل وبالخطوات الواثقة.. نفهمها بأن نوجه أصابع الاتهام الى كل مرتكب أو فاسد أو مفسد.. ولكل من يعرقل عملية البناء في سلوكه وممارساته وأفعاله, نفهمها بالمزيد من الحرص الوطني والتأكيد على مبدأ المحاسبة وعلى الجرأة في اتخاذ قرار المحاسبة, حتى لايبقى احد فوق المساءلة, نفهمها بأن نكون شركاء في عملية البناء بكل ماتعنيه هذه الكلمة..
نفهمها بالإصرار على أن يأخذ كل منا دوره في الحياة ولانخشى شيئا .. فمسيرة البناء تدعونا لأن نكون دوماً بناة حقيقيين نتعامل بلغة الواقع بعيداً عن المزايدات .