ومع ذلك نسمع بعض الأصوات التي تطالب المؤسسات الثقافية بتبني هذا العمل أو ذاك دون النظر في العلاقة الدقيقة جداً بين المبدع والمؤسسة الثقافية.
فالشاعر أو الروائي يكتب في الحالة الإبداعية التي يجد فيها لذة الكتابة, والرسام يشحذ ريشته في الظروف التي يجدها مناسبة, وهو ما يعني أن المنتج الإبداعي الفردي يتبع مزاجية المبدع, أما تقدير مستوى هذا الإبداع فأعتقد أن الملتقى هو الأقدر على تحديد مستوى المنتج الإبداعي, فهو الذي يشتري الكتاب أو اللوحة.
ويجب أن لا نتجاهل هنا أهمية النشاط الخاص في الإبداع الثقافي والفني, من المفترض أن تقوم الجهات الخاصة بدورها في هذا الجانب كما هو الحال في أغلب دول العالم, وأن تخصص بعض المؤسسات ذات الميزانية الكبيرة جزءاً من أرباحها لدعم العمل الفني والإبداع الثقافي لأهداف غير تجارية, ومن ذلك تخصيص جوائز للقصة والشعر والرواية والنص المسرحي وما يشبهها.
مع الإشارة إلى أن المؤسسات الثقافية تقدر المنتج الإبداعي, وتقوم بتشجيع النشاطات الإبداعية الفردية حسب الإمكانات المتوفرة كإجراء المسابقات الأدبية والفنية المتنوعة التي تشكل حافزاً للمبدعين.
وحسب ما أرى يفترض أن تكون النشاطات الثقافية تكاملية, بحيث تتلاقى فيها جهود المؤسسات العامة والخاصة, وتكمل فيها المؤسسات الخاصة جهود المؤسسات العامة, لتشكل جميعاً المشهد الثقافي الوطني القائم على التفاعل والتكامل بين الجميع.