تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

نبيه البرجي
أن يخترق رجل -وأنه الاستثناء- السور العظيم الآخر, ويظهر عند سور الصين العظيم, لدلالة أخرى على أن بشار الأسد هو أحد أركان تلك النخبة من قادة العالم الذين يرفضون السماح لوحيد القرن أن يجر الكرة الأرضية. ألم يقل ارنولد توينبي, منذ نحو أربعة عقود, أننا نتجه إلى الورشة الكونية الكبرى, مادام الوعي يتكثف, ومادامت الثقافات تتقاطع, ومادامت البشرية قد انتجت تلك المؤسسات التي تحد من هذيان الدم..

المشهد كان واضحا جدا: حين صادق الكونغرس على قانون محاسبة سورية, سارعت جين كيرباتريك, وهي القائلة ب¯ »علاقة الرؤية بيننا وبين إسرائيل«, إلى القول »إن اليد الأميركية تطبق على سورية«. المندوبة السابقة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة والتي تنتمي إلى فريق الضباع داخل المؤسسة, أوحت بأن الحصار سيجعل دمشق ترفع الرايات البيضاء, وإلا فالعقاب سيكون هائلا, ألا تلاحظون معنا ان العقوبات اربكت الأميركيين -سياسيا وبل استراتيجيا- أكثر مما أربكت السوريين اقتصاديا ومعيشيا?‏ ‏

نعلم ماذا تعني أميركا في الحالة الدولية الراهنة, لكننا نعلم أيضا أن الأداء الاستراتيجي الذي تمارسه الإدارة الحالية جعل الأصابع الأميركية تحترق سواء في فلسطين أم في العراق, حتى أن برنت سكروكرفت, وهو مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس جورج بوش الأب, يخشى من أن »يبتلعنا ذلك الشرق الأوسط كما ابتلع امبراطوريات كثيرة قبلنا«, هذا إذا لم نقارب طروحات الجنرال انطوني زيني الذي قال إن الجيش الأميركي بلغ نقطة الانهيار: »هل صنعنا الصواريخ العابرة للقارات لكي ندمر بها... الأشباح«:ولكن, من لا يعرف في أي نوع من الأقبية صنعت تلك الأشباح?‏ ‏

بشار الأسد في الصين التي يعترف وليم كوهين, وهو وزير سابق للدفاع في الولايات المتحدة, بأنها »ستتجاوزنا اقتصاديا وعسكريا, قبل انتهاء الربع الأول من القرن الحالي. وكنا قد توقفنا عند الحملة الإسرائيلية (الصارخة) ضد الرئيس الشاب لدى زيارته تركيا, وهي الزيارة التي غيرت الكثير من المعادلات (أجل المعادلات) في المنطقة, وإلى حد تحريض واشنطن ضد »من يعمل لإقامة نظام اقليمي مضاد في الشرق الأوسط«, الآن الرئيس الأسد في الصين. تابعوا تعليقات المرتبطين, إياهم باللوبي اليهودي. بدؤوا بالتساؤل: »هل يسعى الأسد إلى اطلاق الشرق الأوسط المضاد?«, هذا إذا ما أخذنا بالاعتبار أن في النسخة الأصلية من مشروع الشرق الأوسط الكبير, يمتد هذا المشروع من المتوسط إلى سور الصين العظيم, لا بل إن هناك في واشنطن من اعتبر أن اقليم سنيكيانغ الصيني, الغني بالنفط, جزء من السيناريو الاستراتيجي إياه.‏ ‏

هذا يتيح لنا قراءة أكثر دقة, وأكثر شفافية, للزيارة. أكثر من أن تكون حدثا عاديا. أكثر من أن تكون تأكيدا آخر على سقوط الحصار. إنها جزء من عملية كبيرة لإعادة ترتيب العلاقات الدولية بالصورة التي تحمي الكرة الأرضية من... السيد الخراب.‏ ‏

يقول آلفن توفلر: حبذا لو نزيح العظمة عن ظهورنا قليلا لأننا متعبون«, مع إن هذا المفكر الأميركي هو من أبرز منظري العظمة. ينظر إلى ما يحدث في الشرق الأوسط ويسأل: »هل عاد ت الآلهة من ذلك المنفى القسري لكي يحطموننا?«.‏ ‏

لعلنا أمام محاولة لإيجاد تغطية ميتولوجية للخطأ (أم الخطيئة?). ألم يحن الوقت لكي يكتشف الضباع إياهم أن ثمة عالم يفكر, يتألم, ويثور -ويثور- أيضا...‏ ‏

»هذا كوكب الآلام. إذا, اصنعوا أملا...« قال هذا كونفوشيوس. ذهب بشار الأسد إلى بلاد كونفوشيوس من أجل أن يصنع أملا!‏ ‏

‏ ‏

‏‏

 

 نبيه البرجي
نبيه البرجي

القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30380
القراءات: 30387
القراءات: 30381
القراءات: 30384
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30381
القراءات: 30390
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30381
القراءات: 30396
القراءات: 30395
القراءات: 30382
القراءات: 30379
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30392
القراءات: 30391
القراءات: 30383
القراءات: 30386
القراءات: 30384

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية