تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

د.حيدر حيدر
بإشراف أميركي, أجري في العراق استطلاع للرأي, برهن من جديد, رفض العراقيين لاحتلال بلادهم.

فقط 2 بالمئة قالوا إن الوجود الأجنبي ضروري لاستقرار الأوضاع الأمنية, و3 بالمئة أيدوا صدام حسين.‏ ‏

أما الباقي- وهم السواد الأعظم- أي الشعب العراقي فطالبوا بانسحاب قوات الاحتلال.‏ ‏

وبعكس ما روجت له واشنطن ولندن , جاءت نتائج الاستطلاع مخيبة لآمال بوش وبلير, فلا المزاعم حول أسلحة الدمار الشامل ولا الذرائع بشأن تخليص العراق من نظام ديكتاتوري فاسد, استطاعت أن تحجب الرؤية عن أنظار العراقيين حول الأسباب الحقيقية لشن الحرب..‏ ‏

وأكثر من ذلك, لم تتمكن الإدارة الأميركية من إيجاد علاقة ما بين تنظيم القاعدة ونظام صدام لتبرير الغزو وكأنه يأتي ضمن الحملة لمكافحة الإرهاب.‏ ‏

فهل يمكن حجب أشعة الشمس بغربال?!‏ ‏

الشعب العراقي يقاوم الاحتلال بالوسائل الممكنة كافة, والمبشرون بالديمقراطية وحقوق الإنسان سقطوا في الامتحان عقب فضائح » أبو غريب«, أما » هاليبرتون« وسماسرتها في الإدارة الأميركية, فالوقائع تثبت تورطهم ولجان التحقيق الأميركية تكشف خيوطاً جديدة تؤدي إلى اكتشاف علاقات » حميمية« بين مسؤولين في الإدارة والشركة المعروفة جيداً.‏ ‏

رائحة النفط تزكم الأنوف وهي تفضح أسباب الحرب وتجارها وتوضح أن اللعاب الأميركي يسيل لرؤية منابع الطاقة وهي بأيدي تجار الحروب, أما الديمقراطية وحقوق الإنسان وتخليص الشعوب من الفقر ولجم الاندفاعة العدوانية لإسرائيل وقادتها, فهي آخر ما يفكر به زعماء اليمين الأميركي الجديد وحلفاؤهم في بريطانيا.‏ ‏

اللعبة مكشوفة ومفضوحة ولم تنطل على أحد, فما بالكم بشعب العراق الذي يعاني الأمرين من البؤس والاحتلال.‏ ‏

ونتائج الاستطلاع الأخير تبرهن أن الصورة أكثر من واضحة للعراقيين, الذين يعرفون جيدا أنه جرى استبدال حكم الطاغية باستعمار من نوع جديد وبقناع مزيف لوجه شرس.‏ ‏

فالأحداث, قبل الحرب وأثناءها وبعدها, لم تدع مجالاً للشك.‏ ‏

إن الهدف هو النفط والتحكم بمصيره من المنبع إلى المصب, وبالتالي التحكم بمصير العالم.‏ ‏

لا أحد يمكنه أن يقف مكتوف اليدين يتفرج, ولاحتى الأميركيين أنفسهم, فهم يتحركون وينشطون لدرء الخطر عن بلادهم جراء السياسة الرعناء لإدارتهم. استطلاعات الرأي الأميركية تظهر تدهور شعبية بوش ودبلوماسيون وعسكريون سابقون دقوا ناقوس الخطر والهيئات الأكاديمية والمثقفون والفنانون يواجهون ويدافعون عن القيم الأميركية النبيلة التي داس عليها اليمين الجديد.‏ ‏

أما في بريطانيا فقد أدار الناخبون البريطانيون ظهرهم لبلير وضربه في الانتخابات المحلية.‏ ‏

المواجهة متواصلة وهي بالتأكيد طويلة وتشمل أصقاع المعمورة وهي تأخذ أشكالاً متعددة, وهي في نهاية المطاف تمثل معركة البشرية من أجل مستقبل أفضل.‏ ‏

مشعل الحضارة حمله الإنسان من أزمان موغلة في القدم, وهو ينتقل من مكان إلى اخر.‏ ‏

وإذا كانت الشعوب تنظر بإعجاب لإنجازات الشعب الأميركي فهي تأمل أن يعود الرشد إلى حكامه, لتكون أميركا مشعلا حضارياً لا معول هدم.‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏ ‏

‏‏

 

  د .حيدر حيدر
د .حيدر حيدر

القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30389
القراءات: 30391
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30383
القراءات: 30387
القراءات: 30381
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30387
القراءات: 30385
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية