وانطلاقا من هذه القناعة كان تركيز الرئيس الأسد على تفعيل الموقف الصيني على الصعيد الدولي وتجاه القضايا الحساسة والخطيرة التي تعاني منها منطقتنا في هذه المرحلة ,لاسيما وان الصين قوة سياسية واقتصادية لايستهان بها, ومن المفترض ان تقوم بلعب الدور الذي يعبر عن هذه القوة في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة التي يمر بها العالم, والتي تتسم بفقدان التوازن وهيمنة لغة القوة على الحوار.
فالرئيس الأسد وضع النقاط على الحروف بشأن الصراع العربي - الصهيوني وعملية السلام والوضع في العراق ومحاربة الارهاب كونها القضايا التي تلقي بظلالها على المناخ العام في المنطقة والعالم .
فعلى صعيد عملية السلام كشف الرئيس الأسد عن عدم رغبة اسرائيل بتحقيق السلام وفند ادعاءاتها بهذا الخصوص ,وبنفس الوقت أبرز حرص سورية والعرب على تحقيق السلام المنشود دوليا والمستند الى قرارات الشرعية الدولية ومرجعية مدريد والاقرار الاسرائيلي بالانسحاب الشامل الى خط الرابع من حزيران ,وجاء تركيزه على جوانب الضعف التي تعاني منها العملية السلمية سواء من حيث الراعي الاساسي والموقف الدولي والوضع الداخلي الاسرائيلي لوضع هذه الاطراف أمام مسؤولياتها وتحمل نتائج وعواقب عدم إلزام اسرائيل بتنفيذ القرارات الدولية .
وبخصوص الوضع العراقي جاء توصيف الرئيس الأسد دقيقا ومبسطا للتطورات التي بدأت ماقبل الحرب وخلالها وبعد انتهائها والتي اثبتت صحة الرؤية السورية لمخاطر غزو العراق مستقبليا ,وبرز توضيح سيادته لمساوىء الحل العسكري لاي مشكلة وتجاهل معالجة أسبابها الرئيسية بالحوار ووفق القنوات الديبلوماسية ومؤسسات الشرعية الدولية , مشيرا الى تداعيات الاوضاع العراقية على الدول المجاورة للعراق وعلى الأمن والسلم الدوليين .
وحول مكافحة الارهاب جاء تأكيد الرئيس الأسد على تغليب الحلول الموضوعية والعقلانية في معالجة أسبابه وبيئاته والابتعاد عن الحلول العسكرية والتركيز على التعاون الدولي لاستئصاله من منطلق الاحساس بخطأ ومخاطر المعالجات القائمة ,لاسيما وانها تسببت بازدياد الأعمال الارهابية وعدم اضمحلالها.
ان ابراز الرئيس الأسد لأهمية الحوار والتعاون بين شعوب العالم ودوله ومسؤوليه كقاسم مشترك لحل الخلافات والقضايا تستمد مصداقيتها وضرورتها من التجارب السابقة وفشل وإخفاق وعدم نجاعة واستمرار الحلول الاخرى القائمة على القوة والاستهانة بحقوق الغير ومصالحه ,وما على القوى المحبة للسلام ومنها الصين الا العمل على تغليب هذا المنطق العالمي