نكتة سمجة ان تنحسر سيادة وطن في مصافحة وبضع كلمات على ورقة, وان ينحسر التاريخ في عدسة كاميرا, تلتقط اللحظة وتعممها على الزمان , او تستجمع الزمان وتحشره في لحظة, هكذا, ودون الحاجة الى رماد يذر في العيون?
لايحتاج المشهد الاميركي في العراق الى كواليس لاصلاح هندام الممثلين واستبدال الاقنعة, ولايحتاج مشاهدو العرض الى التعريف بالنص, او الفكرة التي يريد قولها, فلا المشهد غامض ولا المشاهدون اغبياء, غير ان المخرج الهوليودي يريد ان ينقل الحبكة واحداثها الى قمة الناتو في استنبول, فلعل الخواتم تأتي بما عجزت عن إتيانه المقدمات?
هل بلغ السيل الاميركي زباه عند حلفائه الاوروبيين, ليدفع غيرهارد شرويدر الى تتفيه الانتصارات العسكرية الاميركية وتجريدها من الانتصارات السياسية التي يفترض ان توازيها بالنسبة الى الدولة الاعظم, ام ليجعل من مطالبة الرئيس بوش ضم تركيا الى النادي الاوروبي تدخلا سافرا وفق ما قاله الرئيس شيراك, ام لتكون الدقائق الخمس الاولى من افتتاح القمة فائضاً اسبانباً, يغادر بعدها ثاباتيرو الحضرة الاميركية غير آسف?
واذا كانت الدبلوماسية الاميركية قد هزمت في ناتو استنبول وامام الحلفاء الاوروبيين, فلأنها هناك لم تستطع احضار ما احضرته الى العراق من ادوات انتصارها, واولها القوة الصماء المدمرة, ولأن السيادة هناك تحتفظ بكل تعابيرها ومفاهيمها دون اختزالات او انحسارات او امتيازات اميركية.
بين بريمر ونيغروبونتي الاميركيين, هو ما بين زيد وعمر في لغتنا العربية, فكلاهما افتراض زائل, وكلاهما فاعل الى ان يحضر حرف الجر, فنقول: مر العراق بزيد او بنيغروبونتي, أي عرفه للحظة من التاريخ ثم اجتازه, لطالما ان دونالد رامسفيلد الذي كان يرى في الدبلوماسية الناجحة كلمة طيبة وبندقية, بات يرى فيما يجري في العراق اليوم شبيها بما رآه في فيتنام, ولطالما ان حرف الجر يتكاثر في ليل العراق ونهاراته, يقاوم الرفع بنائب الفاعل او ظله, ويكافح النصب على ألوية عناوين الديمقراطية والحرية !
ذهب بريمر وجاء نيغروبونتي, اما العاقبة فلحروف الجر مادام الإعراب مستمرا , ومادام الجر هو الأقوى في الحركات??