لكننا لانستطيع أن نخفي قلقنا عن تواريخ الانتهاء من هذه المشاريع وقد أصبحت القائمة طويلة جدا وفيها من الإحباط ما يدفع الناس إلى طرح الأسئلة عن مدى نجاح عملية التخطيط في بلدنا, أو في القطاعات التي يتم فيها الحديث عن المشاريع الإنشائية والخدمية التي ينتظر إنجازها والتي هي قيد الإنجاز لإشعارات مفتوحة لايعلمها إلا من بيده القرار أو عملية البت في مصير هذه المشاريع, خاصة وأن الأمثلة لاتقدم الكثير من الدلالات على النجاح في عملية الإنجاز في وقتها المحدد, وكأن المدد التي يتم الإعلان عنها دخلت حيز الدعاية والترويج لنجاحات منتظرة ترتبط على الغالب بمناسبة ما تمر بها البلاد.
فما يكاد يوضع حجر الأساس لهذه المشاريع في مظاهر احتفالية يشاهدها الناس على الواقع وعبر شاشات التلفزيون حتى تنتهي المسألة بمجرد انتهاء الحدث ,ولاأحد يسأل عن الأضرار التي يسببها تأخر الإنجاز رغم التسهيلات التي تقدمها الجهات صاحبة المشروع لمن وقع عليه الاختيار للتنفيذ سواء كان هذا المختار جهة عامة أو خاصة.
وهنا لايوجد فرق كبير بين الجانبين بقدر ما نلمس حالة لايمكن تسميتها إلا بعداوة الكار كما يقال , حيث ترتفع الألسنة ويبدأ الحديث مع مرور الوقت وتظهر الأخطاء الإنشائية وأخطاء الدراسات ,ويصبح التعامل مع الأمر الواقع أقرب إلى ايجاد مبررات التأخير وليس إلى معالجة الأسباب التي أدت لذلك.
أما إذا كان المنفذ من أصحاب الحظ والسلطان واليد الممدودة بسخاء فالمبررات ستكون أكثر بكثير, فسرعان ما تسكت الانتقادات ويصبح الحديث عن أسباب خارجة عن إرادة الجهة المنفذة, أو الجهة صاحبة المشروع وكأنها أمور قاهرة لم يلحظها الدارسون, والمثال ما حدث في بعض المشاريع الخدمية مثل الجسور والأنفاق وبعض الطرق الرئيسية في العاصمة دمشق حيث طبلنا وزمرنا لمشروع في ساحة الأمويين كما في نفق العباسيين ومعدلات الإنجاز الخيالية فيه وقلنا إن المتعهد في تحد مع الزمن..
لكن الزمن مر والحفريات استمرت والأوضاع ازدادت سوءا عما كانت عليه ولم نسمع ما يشير إلى مجرد السؤال عن التأخير في الإنجاز رغم أنه حسب المعلن لم يتجاوز المائة يوم..
وها هي الأيام تمر بطيئة جدا وتتجاوز الوقت بمئات الأيام ولاندري متى سيتم الاحتفال بالإنجاز النهائي.
ومثل هذا كثير لكن السؤال الملح دوما هل هناك تأخر فعلي في الإنجاز أم أنه ضعف واضح في أسلوب المحاسبة?!