وربما تكون زيارة سيادته الأخيرة إلى الصين المحطة الأهم والأكبر بالنسبة لقطاعات اقتصادية وثقافية وسياحية كثيرة سوف تحقق فوائد كبرى استنادا إلى العلاقات السياسية التاريخية بين البلدين.
ويدرك الاقتصاديون ورجال الأعمال أهمية السوق الصينية, ويعرفون مزايا الاقتصاد الصيني الذي اعتمد نهجا خاصا بعيدا عن طريقة التحولات الدراماتيكية التي عصفت بغيره من الاقتصادات, بينما تجاوز الاقتصاد الصيني مشكلات التحول الاشتراكي ومشاركة القطاع الخاص والسماح بادخال الاستثمارات الأجنبية, عبر سلسلة اجراءات اقتصادية هادئة جعلت الصين تحقق أعلى معدل نمو اقتصادي في العالم على مدى اثنتي عشرة سنة قاربت نسبته 10% دوما.ومازال الأمل يحدوها بالمحافظة على هذا المعدل, وخاصة بعد انضمامها إلى منظمة التجارة العالمية.
ومن المؤكد أن اقتصاديينا الذين زاروا شنغهاي, عاصمة الصناعة والاقتصاد, سيعودون وفي جعبتهم الكثير من المشاريع المشتركة.
أما الفاعليات الأخرى فإنها ستترك تأثيرات على الجانب الصيني الصديق, ففي حين يطمح الاقتصاديون لنقل الخبرات الصينية إلى بلدنا, فإن مساعي وزارتي السياحة والثقافة سوف تنصب على الاستفادة من الفوائض الصينية في مجال السياحة, إذ تصدر الصين قرابة عشرين مليون سائح سنويا, ويمكن لسورية أن تشكل مقصدا لجزء مهم منهم, وخاصة بعد اللقاءات المباشرة, وورشة العمل الناجحة التي عقدت خلال فاعليات الأيام الثقافية والسياحية السورية التي استضافتها بكين خلال الفترة من 20-26 حزيران الجاري, حيث التقى أصحاب مؤسسات ومكاتب سياحية استثمارية سوريون نظراءهم الصينيين واتفقوا على تنظيم علاقات لتبادل السياح عبر تركيا باعتبارها محطة قريبة وترتبط مع بكين بخطوط طيران منتظمة, سوف يتم تنظيمها مستقبلا بحيث تبدأ من دمشق وحلب وصولا إلى بكين في محاولة لاستعادة مجد طريق الحرير التاريخي, ورحلته التي كانت تستغرق ثلاث سنوات بينما سيتم تحقيقها حاليا خلال عشر ساعات, تقارب بين الشعبين اللذين باعدت بينهما المسافات, وقاربت بينهما الصداقة والود التاريخيان.