وفي خبر عاجل من إحداهن أبلغتني أن توقعات الأغنية التي تقول »معقول تشتي في آب« قد تحققت.
سألتها ماذا تقصدين? قالت: حملة سوبر النظافة الجارية في شوارع دمشق ألم تلاحظي وسألتني عن مناسبتها باعتبار أن عند الصحفي الخبر اليقين?!.
أجبتها:ليس للنظافة مناسبات أو مواسم إنها واجب الواجب وفي سري كنت أتمنى ألا يكون اقتراب اسبوع النظافة الذي تحتفل به المحافظة عندما يحول الحول فيتحول الحال من حال إلى حال هو السبب.
عادت للسؤال: هل هذا يعني أن المياه التي تغسل الشوارع كل ليلة هي سحابة صيف أمطرت?! قلت: اسألي صاحب الأغنية الذي تنبأ بذلك وغادرتني وهي تضحك قائلة: إذا لم تقومي بدفع ضريبة النظافة فأنصحك بذلك, ربما يغسلون الشوارع لتذكير من تخلف لتسديدها قبل أن تتحول إلى ثنائية المفعول.
وثنائية المفعول ذكرتني فعلا بالمبيدات التي تبخها آليات المحافظ¯ة كل يوم قبل غسل الشوارع للقضاء على الحشرات في مهدها قبل أن يقوى عودها ويصبح القضاء عليها قضاء وقدرا, خاصة إذا عرفنا أن الذباب العالي الخصوبة تبلغ ذرية الواحدة منه سنويا أكثر من مليون ذبابة.
إذا صدقت توقعات هذه الثرثارة وكانت حملة التنظيفات تمهيدا لأسبوع النظافة تكون القصة سحابة صيف أمطرت, وإذا خاب ظنها تكون هذه الحملة فاتحة لظاهرة حضارية على المحافظة التمسك بها لكي لا تكون النظافة في ذهن المواطن مجرد ضريبة يدفعها أو مناسبة تعلق لها اللافتات وتعد لها الخطابات وتقام لها الولائم.