تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الأحد 12/9/2004
علي قاسم
عشية الذكرى الثالثة لأحداث الحادي عشر من أيلول, لا يزال السؤال المحوري والملح, هل أصبح العالم أكثر أمناً بعد الحرب الأميركية على العراق?!

الإجابة على هذا السؤال كانت في الاستطلاع الذي أجرته شركة (غلوبسكان) حيث قال 73% من الأوروبيين أنها زادت مخاطر الإرهاب, فيما يعتقد 94% من الأميركيين ذلك.‏

وفي هذه الإجابة الواضحة دلالات مهمة لا يمكن تجاوزها أو التغاضي عنها, خصوصاً أنها تأتي وسط إدراك متزايد بعواقب السياسة الأميركية التي لم تقتصر تأثيراتها على جعل العالم أقل أمناً, بل أيضاً أقل ثقة وعلاقاته أقل توافقاً.‏

لقد برزت المعضلة حين كان الاستغلال للأحداث وتوظيفها سياسياً متناقضاً مع المأساة التي تنطوي عليها, وحين أصر فريق الحرب في إدارة الرئيس بوش على التمادي في خلق الإيحاءات من قلب تلك المأساة, متناسياً أن التعاطف الدولي والإنساني الذي لف البشرية دون استثناء, ينطلق من الرفض العالمي لمفهوم الإرهاب, وأن مقاومة الإرهاب لا تتم بإرهاب آخر.‏

ولكن الذي جرى ويجري حتى اليوم هو تكثيف لمشاهد المأساة, وتضخيم لحالات القهر التي ولدت تلك المناظر المرعبة في العراق, حيث القتل والإذلال والتعذيب يلبي رغبات التعطش والسادية التي برزت في أكثر من موقف وموقع.‏

القضية ليست قضية مقارنة, ولكن موت عشرين ألف عراقي حسب إحصاءات البنتاغون, والعدد ربما كان أكبر من ذلك بكثير, لا ذنب لهم, لا تداوي جراح الآلاف وذويهم الذين كانوا ضحية أحداث الحادي عشر, وإذلال مئات الآلاف من العراقيين لا يصنع الأمن, وتعذيبهم وفق أكثر أساليب التعذيب وحشية لا يخدم الحلول الناجحة لإبعاد الخطر الداهم.‏

وإلا ما معنى أن تجد الأغلبية الساحقة من الأوروبيين في سياسات إدارة الرئيس بوش سبباً في زيادة الإرهاب, وسبباً للتباعد بين الحلفاء, ولماذا يرفض أغلبيتهم عودة الرئيس بوش مجدداً إلى البيت الأبيض, ولماذا لا يرغب الكثيرون منهم في قيادة الولايات المتحدة الأميركية للعالم?!‏

لا شك بأنها إجابات كافية للإدراك بأن التعاطف الإنساني مع الأميركيين عقب أحداث الحادي عشر من أيلول قد تحول إلى غضب من سياسة الإدارة الأميركية, وإلى رفض لمنطق القوة وتغليب منهج القتل والانتقام.‏

ولعل السؤال الأكثر إلحاحاً هو لماذا أضاع الأميركيون ذلك التعاطف, ولماذا ذهبوا بعيداً في الانتقام?!‏

قد تكون الإجابة في تلك الروايات المشككة بدور أحداث الحادي عشر من أيلول في تحديد منهج السياسة الأميركية, أو بمعنى آخر دورها الوظيفي في رسم الأفق الجديد لتلك السياسة, حيث التشكيك هنا في التوقيت, وفي الذريعة التي لم تكتمل فصولها بعد.‏

يحق للعالم وهو يجدد تعاطفه مع الأميركيين أن يحاول إعادة رسم صورة أخرى, ولو كانت من باب التمنيات, وأن ينتج سيناريو مختلفاً لما أقدم عليه الأميركيون ولو كان في إطار التخيلات, حيث قد يكون الثاني من تشرين الثاني القادم استحقاقاً لا يعني الأميركيين وحدهم بل قد لا يعنيهم بقدر ما يعني شعوب العالم..‏

 

 علي قاسم
علي قاسم

القراءات: 30397
القراءات: 30393
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30387
القراءات: 30393
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30390
القراءات: 30385
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30389
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30385
القراءات: 30391
القراءات: 30392
القراءات: 30388
القراءات: 30393
القراءات: 30385
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30389
القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30387
القراءات: 30391
القراءات: 30390
القراءات: 30386
القراءات: 30391
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30386
القراءات: 30390
القراءات: 30384
القراءات: 30386
القراءات: 30393
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30392
القراءات: 30389
القراءات: 30390
القراءات: 30385

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية