حس المبادرة هذا, ولدى الكثير من العاملين في مواقع مختلفة, محكوم بحسابات كثيرة تراكمت عبر سنوات طويلة بسبب أسلوبية تعامل إداري كرس ما يشبه الخوف من المبادرة واتخاذ القرار, وإلقاء الأعباء على الموقع الأعلى, حتى تكرس المسؤول أول صاحب قرار ينبغي أن يتابع كل شيء أحيانا لتسير هذه المؤسسة أو تلك.. وبدوره بدا المسؤول الأول سعيدا بمثل هذه السلطة التي كرسته فاعلا وحيدا في فترة من الفترات.
وهنا أيضا لم تكن المشكلة أقل سوءا مع بعض المسؤولين الذين يخشون المبادرة واتخاذ القرار, فهم أيضا لديهم حساباتهم الخاصة في هذا الاتجاه, ويريدون الحفاظ على مواقعهم.. الأمر الذي أدى إلى تراكم جيش من الموظفين, في مؤسسات مختلفة, لم يكن لهم من هم سوى الإحالة إلى الأعلى رتبة وظيفيا بسبب الحساب العسير الذي يمكن أن يتعرض له هذا الموظف أو ذاك, في حين أن نجاح المبادرة لم يكن يعني أحدا بشيء, بل ربما انعكس اتخاذ القرار سلبا على من يقوم به إذا لم يوافق المسؤولين الأعلى, لسبب من الأسباب.
مثل هذه المبادرة بحاجة إلى تهيئة ظروف تطرد الخوف من روح العمل والعاملين.. فماذا نفعل?