ولكن هل ستكون العودة, وسواء أكانت مظفرة أم لا, أمراً عظيماً بحد ذاتها..?
لم تجب الإعلانات والمقابلات والمؤتمرات الاحتفائية التي سبقت المهرجان ولا الخطب التي افتتحته, عن السؤال الأكثر وجاهة:
ما الذي سيقدمه المهرجان للحركة المسرحية السورية التي تعيش منذ سنوات طويلة حالة من العزلة والركود..?
ربما تجنب الجميع هذا السؤال لأنه يفضي إلى سؤال آخر أكثر صعوبة: بل ما الذي ستقدمه هكذا حركة مسرحية إلى مهرجان تحتضنه وتريده عالمياً..?
منذ بضعة أشهر أعلن الشاعر والمسرحي المعروف ممدوح عدوان في لقاء تلفزيوني, إنه لا يعتقد بوجود مخرجين مسرحيين الآن إلا على سبيل المجاز.
لسنا مجبرين, بالطبع على تصديق عدوان, ولكن واقع الحال وللأسف الشديد, يسوغ كلامه هذا ويؤكد مصداقيته.
ومنذ أيام أكد لي واحد من أساتذة المسرح المحلي, إنه وفي غمرة الإعداد لمشروع مسرحي كبير, قد وجد صعوبة بالغة في العثور على بضعة فنيين ينطبق عليهم توصيف (فنيو مسرح) فبدلاً من فني إضاءة, كان هناك عامل كهرباء, وفني الصوت والموسيقا كان أشبه ب¯ (جوكي) الأعراس, أما أعمال الديكور فما زالت من صنع الهواة.
وبالنسبة إلى النصوص فاعتقد أن الجميع متفق على غيابها شبه المطلق..!
إذن فأية فرصة نجاح سيوفرها هذا المسرح لمهرجانه..?
ربما علينا أن نعيد ترتيب العربة والحصان, وحسب تعديل طفيف للغاية: أن نضع الحصان في الأمام.