الفيل هنا هو الاحتلال, والعقبى لمن يرى الفيل فيضربه ولا يتلهى بظله!
(من مصلحة الجميع أن يكون هناك عراق آمن مستقر), هكذا تحدث السيد كوفي عنان في شرم الشيخ وتحدث آخرون, وهذا صحيح بالتأكيد, ولكن السؤال هو.. كيف الوصول إلى ذلك العراق?
وإذا كان اجتثاث مجموعة (الإرهابيين ) في كل مدينة عراقية يتطلب تدمير المدينة وإبادة سكانها, فاجتثاث هذه المجموعات من أي بلد في العالم يعني تدمير البلد وحرقه وقتل شعبه , فما بالك باجتثاث هذه المجموعات في بلد كالعراق دمرت أميركا فيه أول مادمرت مؤسسات الجيش والسلطة والأمن?
أنفقت أميركا المليارات من الدولارات لتشوه صورتها في العالمين العربي والإسلامي, وهاهي تنفق مجدداً لتنظيف الصورة وإزالة التشويه ولكن, هذه المرة عبر إزالة الرؤوس والأذهان, وبداخلها الصورة المشوهة, وليهنأ ديكارت في مثواه, فقد وجد من يأخذ بنظريته في إعادة ترتيب العقل وينفذها بهامش تصرف بسيط!!
ولعل الفيل, بعدما دمر الفلوجة وثلاثة أرباع بغداد, وبعدما استعصت عليه الإقامة الآمنة المستقرة في العراق, وبعدما تهاوت ثقافته وديمقراطياته تحت سلاسل دباباته هو وحاملات طائراته فكر باستعصار جرعة جديدة من مشروعية دولية, يحتاجها في تجديد لهاثه الحارق إلى الاستقرار وتخمة النهب المنظم, واجتهد في ذر الرماد وحرف الرؤية عن مساراتها المستقيمة, فانقلبت المفاهيم وازدوجت التفاسير .
ومع هذا, يصر الفيل على احترام سيادة العراق ووحدة أرضه وشعبه وكما لو أن لاصلة بين السيادة والاحتلال, ولا بين وحدة الأرض وتقسيمها الى مثلثات ومربعات ودوائر, ولا بين وحدة الشعب وتعزيز الانتماءات المتعددة إثنياً وطائفياً وعشائرياً وقبلياً!
أجل , الجميع مع عراق حر وآمن ومستقر, وضد الإرهاب تحت أي لواء أتى, حتى ولو تدثر بعباءات الحرية والديمقراطية!!
هل يسمع الفيل أم يتظاهر بالصمم ??