وعدم العبث بالبيئة النباتية أو البحرية أو البرية وتغير نمط الحياة التي تشكلت فيها, فالحياة البيئية عبارة عن سلسلة عندما ندمر إحداها يتأثر الجو البيئي العام ويصبح نوعا من الخلل يتأثر به المجتمع والفرد مستقبلا, ويبقى موضوع التنمية المستدامة للتعبير عن مجمل الإجراءات التي يقوم بها الإنسان لإشباع حاجياته وتحسين نوعية حياته والارتقاء بها نحو الأفضل, وينبغي ألا تعرض للخطر قدرة الأجيال المقبلة على تلبية حاجياتهم, وهذا يستدعي إدارة هذه الموارد بطريقة واعية بعيدا عن الاستنزاف الجائر لها واستثمارها بالشكل المعقول.
الاهتمام بالبيئة بدأ يأخذ شكلاً تصاعدياً عبر أشكال مختلفة ومنها صيغة المؤتمرات والندوات التي تقدم دراسات علمية يمكن الاعتماد عليها مستقبلا, ما جعلنا نتحدث بهذا الإطار هو فعاليات أسبوع العلم الرابع والأربعين -مؤتمر البيئة والتنمية المستدامة الذي يقيمه المجلس الأعلى للعلوم بالتعاون مع جامعة البعث, وهذا بحد ذاته يشكل التقاء المهتمين والباحثين في مجال البيئة وتبادل الخبرات والأبحاث, إضافة إلى تحديد المشكلات التي تواجه تحقيق التنمية المستدامة.
الجميع مع التوجهات التي تخدم الأغراض البيئية من خلال الحوارات والمحاضرات والنقاشات من قبل الاختصاصيين والتي تشرح وتوضح مخاطر التلوث البيئي وأسبابه, والتي بدأت تنعكس بشكل سلبي على الإنسان والنبات, فالتدهور البيئي يرتبط بعدة أسباب منها تنامي الصناعات بشكل سريع, وأغلبها يعتمد على إنتاج وتداول الكيماويات التي لا يراعي البعض فيها مسائل التلوث على الرغم من أنه يمكن تلافي أضرارها عبر إقامة محطات معالجة للمواد الناجمة التي تؤثر على التربة, إن كان على المدى القريب أو البعيد, إضافة إلى حالات التلوث البحري التي تؤثر على الحياة البحرية, عداك عن استنزاف الموارد الطبيعية بشكل جائر والتوسعات العمرانية التي تطول الأراضي الزراعية.
كل ما ذكرناه يشكل مخاطر حقيقية لا يمكن التغلب عليها وتجاوزها إلا من خلال مؤتمرات متخصصة, تتناول عبر البحوث وتبادل الخبرات الأوضاع البيئية العربية لتبادل المعرفة ومواجهة المشكلات البيئية من خلال المستجدات العلمية والدراسات والتقنيات التي تساهم في التخفيف من حدة التدهور البيئي.
الحديث عن البيئة سواء على المستوى العربي أم على مستوى باقي الدول والإجراءات العملية التي تقوم بها للحد من نسب التلوث أو التدهور البيئي والوقوف على أهم الأبحاث والدراسات في هذا الإطار, ومدى نجاح التجارب التي تمت في هذا المضمار يشكل أساساً للتوسع باتجاه تحقيق التنمية المستدامة, إن كان على النطاق المحلي أو العربي, ولا بد أن يترافق ذلك بإجراءات فاعلة للحد من نسب التلوث أو التدهور البيئي, والبدء ببرامج كفيلة بمكافحة التصحر وإدارة الموارد المائية بشكل منظم ومضبوط, تكفل استدامتها, والعمل على الحد من جميع المصادر التي تؤدي إلى تلوثها إن كانت مياه جوفية أو سطحية.
ما نتمناه أن نصل إلى سلوكيات بيئية تنعكس إيجابا من خلال استخدام الطاقات المتجددة كونها تشكل رديفا مهماً للطاقة التقليدية لنا وللأجيال القادمة.