Attr
الجمعة 24/9/2004
غازي حسين العلي
يقول العلامة والمؤرخ محمد كرد علي ( ورأينا الدماشقة يجدون ويهزلون, وجدهم جد , وهزلهم هزل , ورأيناهم قد جعلوا لبلدهم طابعا خاصاً في مرافقها ومصائفها ومساكنها يكاد لا يتجمع مثله في عاصمة من عواصم الشرق القريب ).
تذكرت هذا القول وانا اتابع اخبار ويوميات مهرجان دمشق للثقافة والتراث في دورته لهذا العام والذي اثار اهتمام المتابعين, عكس ما كان عليه في دوراته السابقة . ولعل ما يلفت النظر في دورته هذه , التنوع الغني في فعالياته والتي شملت مجموعة كبيرة من النشاطات الثقافية والفنية كانت دمشق محور موضوعاتها تاريخيا وحاضرا ومستقبلا.
ودمشق تستحق هذا التقدير والاهتمام لا سيما انها وباعتراف العالم اقدم مدينة مأهولة في التاريخ وهي الى جانب ذلك فقد لعبت ادوارا محورية هامة في المنطقة وكانت لها على مر التاريخ مساهمات فعالة ومعروفة على كافة الصعد الانسانية في السياسة والثقافة والاقتصاد والفنون .
على ان الملاحظ في هذا المهرجان غياب المشاركة العربية فيه باستثناء احمد فؤاد نجم وكم كنت اتمنى لو ان مجلس محافظة دمشق القائم على تنظيمه سعى الى استضافة بعض الكتاب والشعراء والمؤرخين العرب الذين تناولوا دمشق في كتاباتهم اعتقادا مني ان مثل هذه المشاركة ستعزز من مكانة وفعالية المهرجان وتعطيه نفحة عربية تكون فيه دمشق قلب العروبة النابض الشعاع الذي كان وما يزال ينير درب الامة ويحدد مسارها ويرسم خطواتها نحو المستقبل ولانها ايضا لا تخص المواطن العربي السوري وحده بل كافة العرب وفي مختلف اقطارهم .
|