وانطلقت رحلة الجد والاجتهاد , وقبلها بدأت جهود العاملين في الحقل التربوي بوتائر عالية لتهيئة السبل لاستقرار العملية التربوية, وتوفير المناخات الملائمة لتلامذة وطلاب التعليم الأساسي والثانوي .
وباشرت مديرية الصحة المدرسية الفحص الدوري للطلاب المسجلين في الصف الاول من التعليم الأساسي, في سبيل ملء الاستمارة الخاصة بكل طالبة وطالب بعد دراسة وضعه الصحي لمعالجة المصابين منهم في مستوصفاتها -خاصة المصابين بالأمراض - هذه المستوصفات التي لا يتجاوز عددها المئة وثمانين مستوصفا, وبهذا تكون حصة كل مستوصف ستة وعشرين ألفاً وسبعمائة وعشرين طالبة وطالبا, وهذا رقم مذهل وكبير لا يستطيع أي مستوصف أو مركز صحي في القطر استقبال مثل هذا العدد على مدار العام الدراسي الذي لا تتجاوز أيامه المئة وخمسة وسبعين يوما, وبهذا تكون القدرة الاستيعابية لكل مستوصف ما مقداره 153 طالبة وطالبا يوميا ,وكذلك الأمر بالنسبة لأعداد أطباء الصحة المدرسية بشريين وأطباء أسنان, حيث لا يتجاوز عددهم أكثر من 631 طبيبا, تصل نسبة الطلاب قياسا لعدد الأطباء الى سبعة آلاف وخمسمائة وثمانين لكل طبيب .فهل تسعى وزارة التربية إلى تعويض النقص الحاصل في المستوصفات وتزيد أعداد الأطباء لتوفير رعاية صحية مناسبة لأبنائنا التلاميذ والطلبة?
هذا أولا أما ثانيا - وهو الأهم- فقد درجت العادة أن تقوم وحدات الصحة المدرسية بزيارة المدارس لمعاينة التلاميذ وملء الاستمارة الخاصة بتلاميذ الصف الأول, إلا أن ما يحصل الآن في صحة دمشق المدرسية أنها طلبت احضار التلاميذ إلى مقراتها ومستوصفاتها, فهل ستستوعب مقراتها ومستوصفاتها تلك الأعداد الهائلة من التلاميذ الصغار وأهاليهم لملء الاستمارة واجراء الفحوص الطبية لهم? أم أن الفحص سيكون جماعيا !!?
ومن سيعوض للتلاميذ دروسهم? التي انقطعوا عنها في سبيل ذاك الفحص الخلبي?.
وكم سيهدر الآباء والأمهات من وقتهم في مرافقة فلذات أكبادهم?
الآمال معقودة أن تعود حليمة الى عادتها القديمة في زيارة أطباء الصحة المدرسية المدارس توفيرا للجهد والوقت ,وكل الأمنيات أن توفر الجهات المعنية الدواء اللازم!.