تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الجمعة 24/9/2004
د.حيدر حيدر
هوة عميقة باتت تفصل الولايات المتحدة عن العالم, بشعوبه ودوله, لأن الرئيس بوش وإدارته يعيشون في (أرض الأحلام), كما وصف المرشح الديمقراطي منافسه الجمهوري, فيما يتعلق بالقضايا المحلية وكذلك بالنسبة للعراق.

(فأرض الكوابيس) التي مر عليها الرئيس بوش بشكل عابر في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, أصبحت الهم الأكبر للأميركيين والبند الأول في المنافسة للفوز بالرئاسة, للمرة الأولى منذ حرب فيتنام.‏

فآخر المعلومات تؤكد أن البنتاغون يستعين حالياً بصندوق للطوارئ يحوي 25 مليار دولار لمواجهة تصاعد المقاومة في العراق, أما متوسط التكلفة الشهرية فارتفع إلى 5.2 مليارات دولار بعد أن كانت 4.4 مليارات دولار.‏

لماذا?!‏

من أجل الإصرار على حرب عبثية أثبتت الأحداث بطلان أسبابها المعلنة. فالقاصي والداني يعلم أنه لم يكن هناك أسلحة دمار شامل في العراق ولا روابط مع (القاعدة), كما أنه لم يكن هناك تهديد وشيك لأميركا ولا لمصالحها.‏

إذاً ما الذي دفع إدارة بوش لقرار الغزو وتنفيذه?!‏

أهي المصالح الضيقة والنظرة القاصرة, والتحالف غير المقدس بين اللوبي الصهيوني ومجموعة المتطرفين في اليمين الأميركي الحاكم, نجزم أن الجواب نعم.‏

والآن تحصد البشرية النتائج الوخيمة لمثل سياسة كهذه وفي المقدمة العراق والمنطقة العربية.‏

يقال: الاعتراف بالخطأ فضيلة. فهل تفعلها إدارة بوش?! وتخرج على الملأ لتقول: تعالوا نصحح أخطاءنا ونفسح بالمجال للمجتمع الدولي والشرعية الدولية لتأخذ الدور الذي قفزنا فوقه وتجاهلناه, ليعود للولايات المتحدة الوجه الآخر الذي تطمح الشعوب والدول لرؤيته من جديد.‏

استطلاع الرأي العالمي الذي أجري مؤخراً أكد أن الناس في أربع جهات الأرض لا يريدون عودة بوش إلى الرئاسة جراء سياسته في العراق, وبالتالي تحولت أميركا إلى لوحة قاتمة في أذهان الشعوب. وبدلاً من قيام واشنطن بدورها البناء - كقوة عظمى - في تخليص العالم من الفقر والتخلف, أصبحت معول هدم للقوانين الدولية, فعمت الفوضى وازداد القلق في أنحاء المعمورة على المستقبل, وخرجت قوى الشر تصفق للحرب والدمار وعلى رأسها حكام تل أبيب وإرهابيو (القاعدة).‏

فهل من سبيل لعودة العقل والتعامل بمنطق العدالة والشرعية التي أرساها المجتمع الدولي خلال عقود من الزمن.‏

الوقت لم يفت بعد لمن يملك بصيرة نفاذة ورغبة حقيقية في بناء عالم أفضل تكون فيه الكلمة العليا للشرعية الدولية ومؤسساتها لتطبق قراراتها على الجميع.‏

وفي الحالة المعاكسة, فإن الدمار والفوضى سيزدادان و(أرض الكوابيس) ستتسع لتشمل كوكبنا.‏

 

  د .حيدر حيدر
د .حيدر حيدر

القراءات: 30387
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30388
القراءات: 30390
القراءات: 30392
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30387
القراءات: 30382
القراءات: 30388
القراءات: 30385
القراءات: 30386
القراءات: 30388
القراءات: 30386
القراءات: 30391

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية