تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر

Attr

الثلاثاء 12 /10/2004
عبد الحميد سليمان
تواجه العديد من الشركات التابعة لوزارة الصناعة مصيرها المحتوم وهو الإغلاق والحل وتوزيع العاملين فيها على مؤسسات وشركات أخرى, كما هو الحال بالنسبة لشركتي كونسروة درعا وجبلة, بعد أن تم حلهما ونقل عمالهما إلى مؤسسة التبغ وتحويل المباني إلى مستودعات..

ولن يقف الأمر عند هذا الحد, فهناك شركات أخرى تواجه نفس المصير, والمبررات لدى المؤسسة العامة للصناعات الغذائية ووزارة الصناعة أن هذه الشركات خاسرة, ولا تستطيع تسويق إنتاجها, وهي غير قادرة على منافسة القطاع الخاص بسبب قدم آلاتها وزيادة عدد عمالها وغير ذلك من المبررات والأسباب غير المقنعة, حتى الذين روجوا لها وتذرعوا بها لتبرير تقصيرهم وإهمالهم لتلك الشركات وغيرها من الشركات العامة التي تواجه نفس المصير..!!‏

إن واقع الحال يؤكد أن تلك الشركات مخسّرة وليست خاسرة, وقد وضعت في ظروف عمل غير مناسبة أوصلتها إلى الخسارة والفشل.‏

فهل من المعقول أن تخسر شركة كونسروة موجودة في محافظة درعا أو في الساحل, حيث تتواجد المواد الأولية بوفرة وبأسعار زهيدة, وخاصة في مواسم الإنتاج.. فالبندورة في محافظة درعا أو في الساحل كانت تصل أسعارها إلى أقل من ليرة للكيلو غرام.. وفي بعض السنوات امتنع المزارعون عن قطافها تجنباً للمزيد من الخسائر, كذلك أسعار بقية الخضروات.‏

أما الآلات القديمة, فكان بالإمكان تجديدها بشكل تدريجي وقبل أن تدخل شركات القطاع الخاص ميدان المنافسة, يوم كانت شركات القطاع العام تحتكر هذه الصناعة, وتقوم بشراء المواد الأولية بالأسعار المناسبة وتقوم بتسويق إنتاجها عن طريق القطاعين العام والخاص, لكن دون أن يتم الاهتمام بالمواصفة والجودة أو بالتغليف والتعليب, لأن المنافسة كانت معدومة والحماية متوفرة.. لكن بعد دخول القطاع الخاص ميدان المنافسة, وجدت شركات القطاع العام نفسها عاجزة عن الصمود في وجه الإنتاج المماثل , وتكدس إنتاجها وتوالت الخسارة سنة بعد أخرى, حتى وصلت هذه الشركات إلى ما وصلت إليه الآن ومواجهة مصيرها المحتوم بالإلغاء والتصفية أو طرحها للاستثمار, كما هو الحال في شركة الكبريت والخشب المضغوط وشركة اليرموك للمعكرونة والشعيرية وغيرها من الشركات وإيجاد نشاط بديل يحقق ريعية اقتصادية.‏

إن السكوت على أوضاع الشركات الخاسرة طيلة السنين الماضية من قبل الجهات المعنية وعدم اتخاذ أي إجراء لإيقاف الخسائر, ساهم في تفاقم أوضاع هذه الشركات وأوصلها إلى ما وصلت إليه الآن..‏

فأين ذهبت الأموال التي كانت ترصد في الخطط الاستثمارية, ولماذا لم تجدد الآلات وخطوط الإنتاج?!‏

أسئلة نطرحها الآن على المسؤولين عن القطاع العام الصناعي لتلافي الأخطاء التي وقعت في السابق ومحاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه من الشركات المتبقية, وإصلاح وضعها وإيقاف الخسارات المتلاحقة والعمل على تسويق الإنتاج وتوفير شروط المنافسة والبحث عن أسواق جديدة.‏

 

 عبد الحميد سليمان
عبد الحميد سليمان

القراءات: 30385
القراءات: 30378
القراءات: 30390
القراءات: 30379
القراءات: 30387
القراءات: 30382
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30386
القراءات: 30384
القراءات: 30385
القراءات: 30384
القراءات: 30381
القراءات: 30388
القراءات: 30384
القراءات: 30381
القراءات: 30391
القراءات: 30386
القراءات: 30382
القراءات: 30386
القراءات: 30381
القراءات: 30384
القراءات: 30382
القراءات: 30382
القراءات: 30382
القراءات: 30387
القراءات: 30378
القراءات: 30382

 

 

E - mail: admin@thawra.com

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية